إيماناً بأهمية الكتاب ودوره في حياة الإنسان قام اتحاد الكتاب العرب بدمشق مؤخراً بخطوة مهمة وهي إرسال الكتب والدوريات من إصدارات الاتحاد وغيرها من الإهداءات التي قدّمها الزملاء أعضاء الاتحاد إلى المكتبات الريفية.
هذه الخطوة المهمة وقد سبقها خطوات عملية قام بها الاتحاد لابد من الوقوف عندها، ففي ظل التكنولوجيا الحديثة والمواقع الإلكترونية التي أبعدت الكثيرين عن الكتاب الورقي تأتي هذه الخطوة لتؤكد أمرين: الأول أهمية الكتاب وضرورة حضوره في كل مكان، ولاسيما أن الحالة الاقتصادية الضاغطة تشكل عائقاً يحول بين القارئ والكتاب، والثاني: هو رغبة الأهالي باقتناء الكتب لإيمانهم بأنه خبز الحياة ودعامة الفكر والعلم والمعرفة بالنسبة لجميع القراء، فهو يتيح الفرصة لأبناء المناطق البعيدة الاستفادة من الخدمات التي تقدمها المكتبة ليس من حيث توفير الكتب للقراءة فحسب، بل تتعدى ذلك إلى ما تقدمه من نشاطات تعليمية وثقافية وبرامج ترفيهية مرافقة.
هذا الحراك الثقافي يقودنا إلى ضرورة الحديث عن ضرورة تكاتف جميع المؤسسات الثقافية لنشر الكتاب وطباعته وتقديم الحسومات بالقدر المستطاع، فبهذا الفعل الحيوي والحقيقي نستطيع أن نعيد للكتاب الورقي ألقه وحضوره.
لاشك أن للكتاب الإلكتروني أهميته وحضوره وسرعة وجوده بين الأيدي، لكن في المقابل فإن الكتاب الورقي عند من عشق القراءة له سحره وطعمه المختلف ولاسيما أننا أصبحنا بحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت، فثمة من يتحدث عن أفول القراءة لدى عدد كبير من القراء لعدم توفره في المناطق البعيدة وغلاء سعره.
أمام هذا المشهد نقول إننا نحتاج إلى خطط واستراتيجيات وآليات تنسيق وتواصل مع المكاتب الفرعية في المحافظات للدفاع عن الكتاب وإعادة وجوده لطالما هو طريقنا نحو التقدم الاجتماعي ونشر الوعي.