الثّورة – ترجمة رشا غانم:
إلى أي مدى تعتقد بأنّه بإمكانك إخفاء توترك وضغوطك خاصةً أثناء العمل، فقد كشفت دراسة جديدة بأنّ فأر الكمبيوتر الذي تعمل عليه هو الدليل القاطع الذي سيكشفك.
كشف باحثون من تخصصات المعهد السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، بأنّ الأشخاص المتوترين يقومون بضربات مفاجئة وقوية بشكل مبالغ فيه على فأر الكمبيوتر، مبيّنين بأنّ هذا يرجع إلى أن مستويات التوتر المرتفعة والتي تؤثر سلباً على مهاراتنا الحركية وقدرة الدماغ على معالجة المعلومات، ما يجعلهم في النهاية يحركون الفأر بشكل محموم.
ووجدت الدّراسة أيضاً بأنّ الأشخاص المتوترين والمنهكين، يضربون أزرار لوحة المفاتيح بقوّة، كما أنّهم يقومون بأخذ فترات توقف كثيرة ويرتكبون المزيد من أخطاء الكتابة، في حين أن الأفراد الهادئين يأخذون وقفات أقل ولكن أطول بمدتها الزمنية، ما يؤدي إلى أخطاء أقل.
ومن جهتها، قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية مارا نجيلين-عالمة الرياضيات في معهد التكنولوجيا في زيورخ: “الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر يحركون مؤشر الفأر بشكل أكثر وبدقة أقلّ، في حين أنّ الأشخاص الهادئين وغير المتوترين يستخدمون الفأرة بشكل أقل وبدقة أكبر وأكثر مباشرة للوصول إلى وجهتهم ويستغرقون المزيد من الوقت في القيام بذلك”.
هذا وأجرى المعهد اختباراً مع 90 مشاركاً قاموا بمهام مكتبية وهم يرتدون جهاز مراقبة القلب، والنتيجة أن بعض المشاركين عملوا دون انقطاع، بينما شارك آخرون في المحادثات الجانبية وتوقفوا مراراً وتكراراً للردّ على رسائل الدردشة، كما سجل الفريق سلوكيات الأشخاص الذين قاموا بها سواء على الفأر أو لوحة المفاتيح.
وكشفت نجيلين:” لقد فوجئنا بأن سلوك الكتابة والفأر كان مؤشراً أفضل لنا لمعرفة شعور الأشخاص المتوترين من معدل ضربات القلب”، وبينما يعاني كل من الرجال والنساء من الإجهاد في العمل، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن المستويات المتزايدة من المرجح أن تقتل الرجال الذين يعانون من مشاكل في القلب.
واقترح العلماء أنّ أحد التفسيرات هو أن الرجال أكثر عرضة لانسداد الشرايين خلال حياتهم العملية من النساء، اللواتي لديهن عموماً فرصة أقل للإصابة بمشاكل في القلب.
وختم، وبدوره، كبير الباحثين البروفيسور ميكا كيفيماكي، من كلية لندن الجامعية: “العمل مصدر شائع للتوتر، الذي يؤدي إلى استجابات الإجهاد الطبيعي التي تمت برمجتها في أجسامنا منذ أجيال، ويمكن أن ينتج عنها ردود فعل جسدية على مواقف مثل إجهاد العمل”.
المصدر – ديلي ميل