همسة زغيب:
الدراما السورية قديمة قدم التاريخ فهي تغني الوسط الفني بعشرات الأعمال الفنية في كلّ موسم رمضاني، فتألقت بشكّل لافت في الموسم الحالي من جديد بقصص متنوعة لأبطالٍ مشهورين، فقد كانت الدراما السورية ومازالت مستمرة كمرآة تعكس واقع الحياة اليومية في المجتمع، حيث حظيت المسلسلات بإشادة واسعة من قبل المشاهدين فاستطاعت معظمها أن تتبوأ مكانة عظيمة في قلوب عشاق الدراما العربية.
شاهدنا حتى قبل انتهاء الموسم نجاح كوكبة من النجوم العرب في نقل هموم وقضايا ومعاناة شعوب عبر أدوار درامية وأعمال بثت الروح في الدراما، فتوزعت الأعمال بين التاريخية والاجتماعية والقليل من الأعمال الكوميدية والرومانسية.
وفي حوار مع الشاعر (جابر أبو حسين ) حول الدراما بدأ حديثه موجهاً التحية والإعجاب للأصدقاء المبدعين على نجاح هذه الإنتاجات الفنية التي تستحق الاهتمام كونه موسماً استثنائياً، فهي تطرح الواقع وتقدّم الحقائق بمصداقية.
وأضاف أنّ متابعته الأعمال الدرامية هي منبع قوة، إضافة إلى الأداء المميّز للممثلين وما نحمله ربّما في داخلنا من حبّ للشخصيات التي نرى فيها أنفسنا أو أنها تشبهنا أو نطمح أن نكونها وتعد انتصاراً لضميرنا وصوتنا.
وذكر أن الدراما تقدّم لنا دائماً وفي كلّ عام ثمّة أعمال فنية لافتة متقنة ذات مستوى عال ومنها بعض الأعمال أقل مستوى، وأعمال فقيرة فنيّاً ولكن السّمة العامة للدراما السورية هي التميز وما يهمنا هو النوع لا الكم وهذا العام ليس استثناء من هذه القاعدة ،هناك أعمال درامية تستحق المشاهدة والكثير من التقدير وهذا بالطبع رصيد كبير للدراما السورية ويبعث الفرح في قلوبنا.
ويمكننا القول: إن مسلسل «الزند – ذئب العاصي» كان المسلسل السوري الأكثر انتظاراً في هذا الموسم، حيث تدور أحداثه في إطار اجتماعي سياسي وهو مسلسل جميل بشكل عام نصاً وإخراجاً وتمثيلاً ، يسلط الضوء من خلال إسقاطاته التاريخية على قضايا مهمة ينتصر فيها الفقراء والناس المظلومون ببراعة وخفة وذكاء مع تشويق وتصاعد درامي رائع، حيث نرى تحدِّ كبير في حياته بعد عودته من الخدمة العسكرية، ليجد نفسه وسط مؤامرات خطيرة أطرافها شخصيات ذات سلطة في ولاية الشام الأمر الذي يضعه أمام تحديات شديدة الصعوبة، قبيل الحرب العالمية الأولى.
وأضاف الشاعر: إن الأمر الذي يشد المشاهد للمتابعة هو الاهتمام والبحث عن النصوص المتميزة من قبل الكثير من الكتّاب المبدعين ثمّ السخاء في الإنتاج واستقطاب النجوم القادرين على رفع مستوى النصوص تمثيلاً وإخراجاً ،ومن المهم الخروج من دائرة التكرار والابتذال إلا بما يتعلق بالمستوى الفني واعتبار الدراما مشروعاً وطنيّاً هو الأساس وليس صحيحاً ما نسمعه أحياناً أن هذه النصوص قليلة فهناك كم عظيم من الأعمال.
من أبرز المسلسلات التى تشارك فى الموسم الحالي هي مسلسل «زقاق الجن» وهو عمل بوليسي، تدور أحداثه في العاصمة دمشق، ومسلسل «مال القبان» وهو عبارة عن مجموعة قصص من الواقع الراهن الذى يعيشه المجتمع وما يتخلله من أزمات ومشاكل يواجهها الناس فى حياتهم اليومية، ونرى الممثل سلوم حداد مجدداً بشخصيته القوية خلال شهر رمضان من خلال مسلسل «العربجي».