الثورة – ناصر منذر:
يوم القدس العالمي الذي يحتفل به الفلسطينيون والعالمان العربي والإسلامي اليوم الجمعة، يكتسب أهمية بالغة هذا العام، لتأكيد الحقوق الفلسطينية المشروعة نظرا لتسارع وتيرة الجرائم الصهيونية بحق المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي ظل الاقتحامات اليومية التي ينفذها المستوطنون للمسجد، بهدف تكريس واقع الاحتلال، واستكمال تنفيذ مخططات التهويد، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم. فضلا عن محاولات الكيان الغاصب الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر توسيع البؤر الاستيطانية لتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية، وذلك وسط صمت دولي، يشرعن جرائم الاحتلال.
أهمية يوم القدس العالمي، تنطلق من أنه يؤكد أن فلسطين قضية مركزية للأمة العربية والإسلامية، وقضية إنسانية عالمية، ويعبر أيضا عن وحدة المسلمين والعرب وأحرار العالم، ويعطي قضية فلسطين بعدا أمميا، ما يعني أنه يوم استنهاض العالم لنصرة القدس والدفاع عن فلسطين، وهو يوم الرفض المطلق لوجود الكيان الصهيوني الغاصب وضرورة العمل على دحره وطرده، واسترجاع الحقوق لأصحابها الشرعيين، وهو مناسبة للتأكيد على أن القدس ستبقى عربية، وعاصمة فلسطين التاريخية، وأن الاحتلال زائل، وللتأكيد أيضا على أن أفضل رد على الممارسات الصهيونية والمخططات الأميركية الرامية لاستهداف القدس وتصفية القضية الفلسطينية هو استمرار المقاومة من أجل الدفاع عن فلسطين كلها، وعن مدينتها المقدسة التي تتعرض لعملية تهويد شاملة عبر تهجير الفلسطينيين وهدم منازلهم واستبدالها بالبؤر الاستيطانية.
القدس المحتلة تمثل رمزا تاريخيا، ولها مكانتها الروحية الفريدة على مستوى العالم ككل، ومنذ أن احتلها الكيان الصهيوني عام 1967، لم يدخر جهدا للسيطرة عليها وتغيير معالمها العربية الفلسطينية بهدف تهويدها، واستخدمت سلطات الاحتلال لأجل ذلك الكثير من الوسائل والأساليب الإجرامية والوحشية، واتخذت العديد من الإجراءات العدوانية ضد المدينة وسكانها، وكان الاستيطان أبرز الوسائل لتحقيق هدف العدو الصهيوني تجاه مدينة القدس المحتلة، فضلا عن سياسة التغيير الديموغرافي الممنهجة عبر طرد سكانها الأصليين وسحب الهويات منهم، مرورا بسلسلة من الإجراءات العنصرية لتهويد المعالم الإسلامية في المدينة المقدسة، ومحيط المسجد الأقصى المبارك، وصولا إلى إقامة الجدران العازلة لتقطيع أوصال المدينة وعزلها عن محيطها الجغرافي.
وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة لجهة تزايد حجم المؤامرات الكبيرة والخطيرة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وهويته وانتماءه لابد من التأكيد على ضرورة توحيد الجهود، ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال، اللاهث لشرعنة وجوده، بدعم لا محدود من الولايات المتحدة والغرب الاستعماري، حيث الحروب الهمجية التي يشنها هذا الغرب على دول محور المقاومة في المنطقة، وخاصة سورية، هو من أجل تنفيذ مخططاته العدوانية لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن محور المقاومة سيفشل تلك المخططات، ففلسطين كانت وستبقى البوصلة، والقدس العربية ستبقى العاصمة الأبدية والتاريخية لها رغم كل محاولات الكيان الغاصب وداعميه طمس الهوية وتصفية القضية.
السابق
التالي