الملحق الثقافي- نصرة إبراهيم:
دعْ البحرَ يسبح في عين سمكة
عسى شراعُ المغيب يلتقط أنفاسَه
ويكفُّ عن الدوران في دوامة الرحيل
دعه
أريدُ أن أربطَ الأيامَ بكعب الشوق
ثم أغلي القهوة مع أني لست من عشاقها
وأدلقَها على قميص الليل
(تغطيت وبعدني الليلة بردان
أحس بدمي بالشريان جامد )١
وحدَه
البردُ الصغيرُ العاشقُ مبدعٌ في إثارة ما أشتهي
من أمنيات أردُّ له السلامَ إذ أحتفي بعشقه
فدع البحرَ وشأنَه، ليكفَّ الخيالٌ عن رسم اللوحاتِ السوريالية عند باب الحديقة
اللوحاتِ التي انمحتْ ألوانُها بفعل السالب والموجب
في كثافة ضوء اليدين
الضوء الذي مضى وراء ظلك
(كل ساعة وتعتني جفون بطران
وأنا جلد العلي قماشه بايد )٢
دع البحرَ يسبحُ في عين سمكة
أريد أن ألتقط أطرافَ أصابعك وأعزفَ بها على أوتار غموض ابتسامتك الماكرةِ الممتلئةِ بشهوة الذئب
الذئبُ الشبيه بالبرد
مرة يأخذ شكلَ كأس الماء ومراتٍ بسملةَ الشفاه
(سواد الليل يبقى وتطفي الألوان
وأعيد بذكرياتك والمشاهد )٣
تنامُ قريرَ الحياة تشربُ الحلم تغلقُ الأبوابَ، وتتركُ نافذةً صغيرةً يدخل منها محور الرواية
الروايةُ الصالحةُ لتكون واقعاً جميل المحيا
تطوي ساقيك تستريح من الأحجيات
الأحجيات،
العقدة،
السر،
الموت،
كلُّها بلا حل
(على بئر المنايا وجيت عطشان
مجبور وشَرَبت الماي راكد)٤
دع البحر يستريح بفم موجة هاج الملح بخصرها
فذابت على موقف اللحظة
وأنا تلاشيت بعنق البرد
دعه
فإني أريد أن أخفي المفتاحَ بجلد النخيل
وأنام ملء الصوت
العدد 1141 – 18-4-2023