الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال متحدث باسم وزارة التجارة الخارجية الأمريكية في بيان: إنه يتعين على واشنطن تصحيح أخطائها على الفور وإنهاء حملتها غير المعقولة على الشركات الصينية، وذلك بعد أن أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن فرض ضوابط على الصادرات على عشرات الشركات الصينية لما أسمته “دعم الصناعات العسكرية والدفاعية الروسية”، مشيراً إلى أن الصين تعارض بحزم العقوبات الأمريكية أحادية الجانب التي قوضت بشكل خطير الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية ذات الصلة، وأثرت على الأمن و استقرار سلاسل التوريد العالمية.
يفرض الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة حالياً عقوبات صارمة وشاملة على روسيا، ويحاول جذب المزيد من الدول إلى جانبه، وقد أدى هذا النهج المهيمن إلى اضطراب خطير في النظام الاقتصادي والتجاري الدولي العادي وجلب صدمات مالية أو اقتصادية للعديد من الاقتصادات الناشئة.
وفي هذه العملية، تجاهلت واشنطن القواعد، ونظرت إلى العلاقات الاقتصادية بين الصين وروسيا من منظور جيوسياسي، واختلقت الأعذار وأساءت استخدام العقوبات الأحادية، ومع ذلك، بما أن الصين قوة رئيسة مستقلة، فإن روسيا كذلك، ومن حقنا أن نقرر مع من سنقوم بالتعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي ولا يمكننا قبول توجيه أصابع الاتهام أو حتى الإكراه الاقتصادي من جانب الولايات المتحدة ضد العلاقات التجارية الطبيعية بين الصين وروسيا.
في المشهد الدولي الحالي المعقد والمضطرب، قام السياسيون الأمريكيون في واشنطن بتسييس القضايا التجارية والاقتصادية، في محاولة لفرض “التصحيح السياسي” على النمط الغربي على الشركات والمواطنين الصينيين، على الرغم من أن مثل هذا التصحيح السياسي المزعوم يناسب المصالح الجيوسياسية الأمريكية فقط.
والأهم من ذلك، أن واشنطن تستخدم الصراع بين روسيا وأوكرانيا لتنفيذ إستراتيجيتها لاحتواء التكنولوجيا ضد الصين من خلال ربط الشركات الصينية بهذا الصراع بمعلومات مضللة تهدف إلى تبرير مذبحة ضد التكنولوجيا الصينية والقدرة التنافسية الاقتصادية.
وفقاُ لتقارير وسائل الإعلام، فإن الشركات الصينية التي استُهدفت في العقوبات الأمريكية أحادية الجانب هي في الأساس موزعين للمكونات الإلكترونية ومقرها في شنتشن ومقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، ويجب أن يراقب الناس ما إذا كانت الولايات المتحدة ستزيد من تعطيل سلاسل التوريد العالمية من خلال الجمع بين العقوبات أحادية الجانب ضد روسيا والحرب التكنولوجية التي شنتها ضد الصين.
تفتقر عقوبات واشنطن على الشركات الصينية لتورطها المزعوم مع روسيا إلى الأساس القانوني والشرعية في القانون الدولي، فقد ترغب واشنطن في اختطاف العلاقات التجارية بين الصين وروسيا من خلال العقوبات الأحادية و”الولاية القضائية طويلة المدى” غير القانونية، لكنها ليست قادرة ولامؤهلة للقيام بذلك، فبكين لن توقف التعاون الاقتصادي متبادل المنفعة مع موسكو بسبب العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، وليس هناك شك في أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين سيستمر في التطور.
وكما أكَّد بعض كبار المسؤولين الصينيين، فإن العلاقات الصينية – الروسية مبنية على أساس عدم التحالف، وعدم المواجهة وعدم استهداف دول ثالثة، وتتسم بالاحترام المتبادل والثقة والمنفعة المتبادلة.
فقد وصلت تجارة السلع بين البلدين في الربع الأول من عام 2023، إلى 53.85 مليار دولار، بزيادة 38.7 في المائة على أساس سنوي، وذلك وفقاً لبيانات من الإدارة العامة للجمارك في الصين، ما يدل على الزخم القوي وراء نمو التجارة الثنائية.
إن الصين وروسيا هما أكبر دولتين مجاورتين لبعضهما البعض، ومن الطبيعي أن نرى البلدين يطوران علاقات اقتصادية وتجارية بسبب تكاملهما الاقتصادي القوي، كما أنه وسط عدم اليقين الاقتصادي العالمي المستمر، فإن الحفاظ على علاقات اقتصادية سليمة مع بعضهما البعض لن يفيد البلدين وشعبيهما فحسب، بل سيجلب أيضاً مزيداً من اليقين للمجتمع الدولي وسلاسل التوريد العالمية.
نريد التأكيد على أن التعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا لايستهدف أي طرف ثالث، ولايشكل تهديداُ لأي دولة أخرى، وفي الوقت نفسه، لا يتسامح البلدان مع تدخل أي طرف ثالث في العلاقات القوية بينهما.
المصدر – غلوبال تايمز