الثورة – ناصر منذر :
في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، تواصل قوات الاحتلال لليوم الثاني فرض حصارها الخانق على أهالي مدينة أريحا ومخيماتها وزوارها، إذ تعد هذه المدينة مقصدا سياحيا مهما لأهالي الضفة والقدس وأراضي الـ48، وتعد البوابة الوحيدة لسكان الضفة الغربية نحو العالم، عبر معبر جسر الكرامة الواصل مع الأردن، الأمر الذي فاقم معاناة المدينة والمواطنين القادمين والمغادرين على الجسر، حيث تنشط حركة المسافرين خلال الأعياد.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن جيش الاحتلال نصب حواجز عسكرية على كافة مداخل أريحا وأعاق حركة المواطنين، فيما شهد المدخل الجنوبي للمدينة صباح اليوم الأحد مواجهات خفيفة أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه مركبات المواطنين، ما أوقع العديد من حالات الاختناق.
فمدينة أريحا التي شهدت العام الماضي حركة نشطة وقوية لم تشهدها منذ سنوات عديدة، تحولت هذا العام إلى مدينة خالية من الزوار والسياح، خاصة خلال فترة العيد، نتيجة الإغلاقات التي فرضتها سلطات الاحتلال، التي صعبت كثيرا على المواطنين والسياح، وفق ما ذكره رئيس البلدية في المدينة عبد الكريم سدر، الذي أكد في تصريحات نقلتها وكالة وفا بأن سلطات الاحتلال ضربت النشاط السياحي في أريحا التي تعد موسميا مركزا للسياح، بسبب إجراءاتها العنصرية ضد المواطنين والزوار، ما حال دون وصول العديد منهم إلى الأماكن السياحية المختلفة.
وتشهد العديد من الأماكن السياحية في اريحا، بما في ذلك المتنزهات والحدائق إقبالا خفيفا، ما يؤثر على الأعمال التجارية في المنطقة، فيما يواجه المسافرون والمغادرون عبر معبر الكرامة صعوبة في الحركة والتأخير في الخروج من محافظاتهم إلى أريحا أو الوصول إليها، نتيجة الحواجز العسكرية التي تقيمها قوات الاحتلال على المدينة والطرقات.
والحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدينة، وفق رئيس بلديتها، هي: الحاجز الشرقي قرب معبر الكرامة، وحاجز على المدخل الجنوبي قرب مخيم عقبة جبر، وحاجزان شمالي المدينة بالقرب من طريق المعرجات، وحواجز أخرى فرعية بمحيط المدينة وقراها.
وكانت المدينة تستقبل آلاف المركبات للتجار والمسافرين وخاصة السياح ممن يأتون لزيارة أريحا أو يمرون عبرها وزيارة الأماكن السياحية للبيع والشراء، لكن مع هذا الحصار المشدد جعل المدينة تفقد أحد أهم مصادر رزقها مع توقف السياحة” حسب تأكيد المسؤولين الفلسطينيين في المدينة.
ويرى الفلسطينيون أن هذه السياسات العنصرية تمثل تعسفا وقمعا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تضيق عليهم أنفاسهم، وتقيد حقهم في الحرية والحركة.
وعلى التوازي، أغلق جيش الاحتلال حاجز ٣٠٠ شمال بيت لحم ومنع الآلاف من الوصول إلى المسجد الأقصى ومعايدة أقاربهم في القدس.
وأفادت وكالة معا الاخبارية بأن جيش الاحتلال أغلق الحاجز منذ ساعات الصباح ومنع الدخول إلى مدينة القدس.
وشوهد الآلاف بينهم أطفال وكبار السن على الحاجز ينتظرون فتح الحاجز للوصول لمدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى في ثالث أيام عيد الفطر السعيد وتهنئة أقاربهم بالعيد.
هذا وشدد جيش الاحتلال الخناق على الضفة الغربية وأغلق العديد من الحواجز كحاجز الكونتينر الذي يربط الجنوب بالوسط إضافة إلى التنكيل بالمواطنين على حاجز حوارة.