هل سمعتم كلام المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل.. الرجل وبحكم بيان إدارته لا يشجع عودة سورية للجامعة العربية، بل هو مع فريق الخراب في المنطقة، يصيح ويلوح بأعلام الحروب ورايات الإرهاب.
اللافت في التصريح الأميركي هو صيغة التصريح بحد ذاتها التي لا تعكس الموقف الأميركي بقدر ما تقيمه وتكشف تموضعه وتأثيره، فالحديث عن تشجيع أو عدم تشجيع يعكس أن الأميركي بدأ يخرج من اللعبة السياسية في الشرق الأوسط وينضم إلى صفوف المتفرجين وأنه خارج الدورة السياسية الحالية للمنطقة رغم أنه لايزال يحتل ويسرق في الأراضي السورية ويختبئ تحت عباءة داعش لتبرير استمرار احتلاله.
واللافت أيضاً أن مصطلحاته السياسية تبدلت لدرجة أنه بدأ يستخدم عبارات التأكيد على الشركاء الإقليميين بالتركيز على الوضع الإنساني.. فمصطلح الشركاء حل بدلاً مما كانت تسميه واشنطن حلفاء لكن الإملاء ولغة الأمر لاتزال في طبيعتها المهيمنة رغم اقتناعها بأنها لم تعد الوحيدة بالعالم، بل باتت في نظام متعدد الأقطاب لا يسمح لها إلا بالشراكة.
يبدو كلام الخارجية الأميركية كمن يتكلم تحت ضغط الاعتراف وخاصة أن الكل الدولي طالب واشنطن بإعلان موقفها واستراتيجيتها في سورية دون جدوى تذكر خلال السنوات الماضية، أما اليوم فتحدثت واشنطن على لسان خارجيتها وهي تعرف أن ندم السكوت خير من الندم على الكلام وهو ما بدا واضحاً حين بحثت في قاموسها السياسي ولم تجد سوى مصطلح التشجيع لتعبر عن حالها، فالمشهد لا يسمح لها بأكثر من التشجيع يوم فقدت هيمنتها، وضاع حلم الشرق الأوسط الجديد.. وخرائط قطع الجبن والكانتونات التي كانت تحلم بها مع إسرائيل.
التالي