“انظر في عيني شقيقة بول ويلان”.. هي العبارة التي وجهتها سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، لتحاول بذلك اللعب على وتر المشاعر الإنسانية المصطنعة، وإن كان هذه المرة عبر قضية الأميركي ويلان الذي سبق أن أدين في روسيا بتهمة التجسس.
ما جرى ما هو إلا عرض أكشن جديد، فيه الكثير من الحبكات الهوليودية، والألغام المقصودة، النية كانت الإساءة لموسكو، وتقديمها بمظهر الجاني، أما الأداة فكانت عبر إبراز سيل جارف من الأكاذيب الممزوجة بدموع شقيقة ويلان المسيسة سلفاً لخدمة الأجندة الأميركية.
الغريب هنا ورغم افتضاح أمر الرواية الأميركية، هو إصرار الولايات المتحدة على لعب دور الشرطي الكوني، أو القاضي العالمي، فهي تنصب نفسها قائداً لكوكب الأرض، وتعطي لنفسها شرعية لا وجود لها إلا في مخيلتها المتخمة بالأحقاد الاستعمارية، وبناء عليه تصدر أحكاماً بحق هذه الدولة، أو تلك، بما يتناسب ورؤيتها النهبوية، وكذلك بما يتماشى ومصالحها في المنطقة والعالم.
من يجب عليه النظر في عيون السوريين، والعراقيين، والفلسطينيين، والليبيين، والفيتناميين، والأبخازيين، و، و، و، وأن يخجل من نفسه، هم المسؤولون الأميركيون على اختلاف إداراتهم جمهوريين، أم ديمقراطيين، فوحدهم من يقتل القتيل ويمشي في جنازته والتاريخ يشهد، ووحدهم أيضاً من تكاد الموسوعات تقف عاجزة عن الإلمام بكل مجازرهم التي ارتكبوها في كل الديار التي وطئوها، أو تلك التي رنوا إليها.