ربما أجمل مانراه هذه الأيام هو تعايش السوريين ومحبتهم وألفتهم برغم سنين الحرب القاسية التي مرت وتركت جروحاً كبيرة، فمنذ أيام اجتمع عيد الفصح مع عيد الفطر فكانت دمشق لوحة فسيفسائية تضج بالحياة والحب والفرح.
أيام مباركة عاشها السوريون احتفالاً بشهر رمضان المبارك، أيام شاهدنا من خلالها كيف ينسج السوريون خيوط الفرح، يضعون أيديهم ببعضها البعض، تاركين خلفهم هموم الحياة وصعوباتها.
هكذا هم السوريون عبر التاريخ، يصنعون الفرح والابتهاج، فقدرهم أن يصمدوا وينتصروا على الحقد والكراهية والجهل، لإيمانهم بأن الوطن هو الأنقى والأسمى والأقدس ولاشيء يسمو فوقه.
هكذا هم السوريون يبعثون الأمل في نفوس العالم كله، يبنون جسور العمل والأمل، يفرشون الدروب رياحين، لايستسلمون للظروف المحيطة، يقدمون مفاهيم الإنسانية للعالم أجمع لانهم جديرون بذلك.
مدهش ولافت مانراه من مظاهر فرح واحتفال في شوارع دمشق وكنائسها وجوامعها، وكيف الأهالي يجولون الشوارع فرحاً بقدوم العيد برغم قساوة الأيام، وجميل أن نحتفي بالطفل ضمن تظاهرة فرح الطفولة التي قدمتها مديرية المسارح والموسيقا لنشعر بجمال البراءة والعفوية والفرح والإبداع، فكانت العروض في عدة محافظات تشعرك باهتمام المعنيين بالطفل وبقدرة أبنائنا على قهر المستحيل والعطاء اللامحدود.
مانراه اليوم يعيد لنا التفاؤل والأمل بأن القادم أجمل وأفضل، وأن الحب هو القنديل الذي يبدد العتمة، والأهم أن سورية ستعود أقوى مماكانت عليه، وأن السوري الأصيل ينتمي لأرضه ووطنه وغير ذلك لن يكون منتمياً لأي إنسانية أو عالمية.