نحو التعددية القطبية

رغم المساعي الغربية بقيادة الولايات المتحدة لإجهاض ولادة النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، إلا أن التحركات الدولية المتسارعة التي تقودها روسيا والصين لتكريس التعددية القطبية، باتت تؤتي ثمارها على الساحة العالمية، حيث الكثير من الدول بدأت تزيح عن كاهلها تأثير النفوذ الأميركي على قراراتها وسياساتها، وباتت تتجه نحو الاعتماد على سيادتها وقرارها المستقل في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية، وأصبحت تحقق بذلك نجاحات كبيرة على صعيد مصالحها الوطنية العليا، وهذه النجاحات تعكس في الواقع حقيقة الفشل الغربي المتراكم لجهة إجبار المجتمع الدولي على العيش وفقاً لـ “النظام القائم على القواعد”.
من هنا فإن تزايد الدعوات الدولية لضرورة إصلاح منظومة الأمم المتحدة، ومراجعة أساليب وآليات عملها، بما يضمن تعزيز التعددية الحقيقية المستندة إلى الميثاق الأممي، باتت حاجة ملحة، نظراً للتحديات الغربية المتصاعدة التي تهدد منظومة العلاقات الدولية، إذ إن صون السلم والأمن الدوليين، واحترام القوانين الدولية والمواثيق الأممية، هي في صلب عمل الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها المتعددة، ومجلس الأمن تقع على عاتقه المسؤولية الأساسية في هذا الشأن، ولكن الذي يحدث على أرض الواقع يخالف تماماً أحكام الميثاق الأممي.
فالهيئات الأممية بمعظمها مختطفة من الولايات المتحدة والدول السائرة في ركب سياساتها التوسعية، وفي مقدمتها الدول الأوروبية صاحبة الإرث الاستعماري البغيض، فبدل أن تكون هذه المنظمات منصة للحوار والتفاهم بين الدول لإيجاد حلول للمشكلات الدولية المستعصية، تحولت بفعل سياسة الهيمنة الأميركية إلى منصة لاستهداف الدول الرافضة للنهج الأميركي والغربي، وإلى مكان لاستصدار قرارات عدائية مسيّسة، تشرعن الحروب العدوانية، وكل ما ينتج عنها من جرائم بحق الإنسانية، ومن أعمال نهب ممنهجة لثروات الشعوب المستهدفة، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد، نراها في سورية والعراق وفلسطين واليمن، والعديد من الدول الرازحة تحت سيف العقوبات الجائرة، وهذا يبعد الأمم المتحدة عن القانون الدولي الذي يجرم استخدام القوة في العلاقات الدولية، ويؤكد ضرورة احترام سيادة الدول.
التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البشرية اليوم، بسبب سياسة الفوضى الأميركية الهدامة، والعمل على نزع فتيل الأزمات الدولية المتولدة من سوء السياسة الغربية، كلها تحتاج إلى جهود جماعية استثنائية لمواجهتها، بما يفضي إلى تكريس النظام متعدد الأطراف، الذي يقوم على احترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويعزز قيم السلام، والمساواة بين كل الدول على أساس العدل والاحترام المتبادل، وهذا يكفل وضع حد لسياسة التفرد الأميركي بالقرارات الدولية، ويفشل محاولات التلاعب بأحكام الميثاق الأممي.

آخر الأخبار
استثناء الطلاب السوريين المتقدمين للشهادة اللبنانية من الحصول على الإقامة  شرطة درعا تعالج شكاوى سوق الحلال في مزيريب  MTN تبدأ بتفعيل الشريحة الالكترونية الإثنين المقبل أهال من نوى يتبرعون بـ 135 مليوناً لدعم المدارس شح بالمستلزمات ونقص كوادر صحية بمنطقة سلمية  25 يوماً مدة التقنين ببعض قرى طرطوس و " المياه " : الوضع مرتبط بتحسن الكهرباء   وزير الاقتصاد والصناعة :  ترخيص أكثر من 450 شركة محلية وأجنبية منذ بداية 2024   لتدارك انحباس الأمطار..  الخبير البني لـ"الثورة": خطة طوارئ لحماية المحاصيل الصيفية  الموزاييك الدمشقي..عراقة وأصالة الماضي   بعد لقاء صحيفة "الثورة".. احتضنته "بيت الإبداع" بالتشجيع والتكريم   تحذير أمني عاجل: حملة اختراق تستهدف حسابات WhatsApp في سوريا سوريا تبحث طباعة عملة جديدة...   تبديل العملة بداية الإصلاح أم خطر الانهيار ؟قوشجي لـ"الثورة": النجا... إخماد حريق في وادي الأشعري الذهب يعاود صعوده على وقع ارتفاع الدولار م. الأشهب لـ"الثورة": طحن الكلنكر حل مرحلي لمصانع الإسمنت المتقادمة من الثمانينيات إلى اليوم.. هل ينجح المجلس السوري - الأميركي هذه المرة؟ جامعة حمص تبحث آفاق التعاون الأكاديمي والتقاني مع تركيا الخيول العربية الأصيلة في القنيطرة رمز للأصالة والتاريخ "الفيجة" إنذار لا مركزي إصلاح أبراج التوتر المخربة مستمر بدرعا