في عيدهم نقول إن عمال سورية أثبتوا في أكثر من عقد ونيف أنهم أبناء سورية البررة وجند الوطن وبناته المدافعون دائماً عن الاستقلال والسيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل دون التهرب من أداء الواجب مهما كانت الظروف، وليس بخاف على أحد أن قوى البغي والعدوان المنخرطة في الحرب على بلدنا عملت وتعمل على الجبهة الاقتصادية بعد أن عجزت عن تحقيق أهدافها في إخضاعنا وتركيعنا عن طريق الإرهاب، والعدوان عبر ما سمي “قانون قيصر”، وتشديد الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصارات متعددة الأشكال، ومحاولات ضرب العملة الوطنية، حيث يشن حلف العدوان أشرس حرب اقتصادية لتجويع شعبنا وعرقلة إعادة البناء والإعمار المنشودة.
فعيد العمال الذي نحتفل به يوم غد، هذا العيد الذي لا يخص شريحة العمال فقط، إنما أصبح رمزاً لجميع السوريين وخاصة مع التضحيات الجسام التي قدمها ولا يزال عمال سورية على مدى سنوات طوال، بدءاً من المعامل والشركات والمؤسسات المختلفة، ومروراً بالتنظيمات النقابية واتحادات العمال، وليس انتهاء بالدفاع عن سورية، حيث قدم العمال آلاف الشهداء، جنباً إلى جنب مع أبطـــــال الجيش العربي السوري.
فسورية تعد من أولى الدول على مستوى المنطقة التي اهتمت بشريحة العمال وقدمت لهم ما يضمن حقوقهم ويحافظ على مصالحهم، حتى إن التنظيم الممثل لهذه الشريحة الواسعة ما زال منذ عقود جنباً إلى جنب مع الحكومة في اتخاذ القرارات التي تمس مصالح العمال، .
فعمال سورية إضافة إلى تضحياتهم دفاعاً عن سورية كانوا مناعة للاقتصاد الوطني، مشكلين قيمة مضافة حمت الدولة والاقتصاد خلال سنوات الحرب والسلم، حيث ساهم وجودهم في استمرار المعامل والشركات والمصانع في الإنتاج، وهو أمر شكل أحد أهم أدوات الانتصار الذي نعيشه اليوم، وخاصة أن الحرب الكونية التي شنت على بلدنا كان من أولى أهدافها دمار الدولة والمؤسسات وإيقاف عجلة الإنتاج وسبل العيش والنجاة، إلا أن عمالنا أدركوا أهداف المؤامرة وتصدوا لها بإصرار وتصميم فاجأ العدو قبل الصديق، إلا أنه لم يفاجئ السوريين المدركين لأهمية إخوانهم العمال وإمكاناتهم .
ونحن نتحدث عن عيد العمال نقول ما المطلوب من عمالنا اليوم .. مطلوب منهم المزيد من الجهد والعمل والمثابرة، فمرحلة إعادة الإعمار التي أصبحت أمراً واقعاً بحاجة لسواعدهم وخبراتهم وجهدهم، وخاصة أنها أي إعادة الإعمار ستنفذ بأيادٍ سورية واعتمادٍ على الإمكانات المحلية سواء المادية أم البشرية، وليس أقدر ممن ضحى وتصدى وثابر وجاهد من عمال سورية، لينجح أيضا في هذه المهمة وهم المشهود لهم عبر التجارب والمحن.
بكل الأحوال في عيدهم لا يسعنا إلا أن نقول لهم كل عام وأنتم أمل سورية والسوريين.