ما من أحد على وجه الكرة الأرضية ينكر أن الولايات المتحدة قوة عظمى عسكرياً واقتصادياً وما يتبع ذلك في السياسة ولها مصالحها في العالم ..العالم يعرف ذلك ولا ينكر مصالحها هذه حين تقوم على التعامل بالمثل والتبادل المشترك مع الآخر.
ولكن واشنطن لا تعترف بأي مصالح أخرى لأي دولة في العالم إلا من خلال تبعيتها لها ودورانها في فلك سياستها العدوانية.
العقل الأميركي الذي يخطط ويرسم الاستراتيجيات ليس عقلاً عادياً يدفع بكل المعطيات ليصل إلى تحقيق الهيمنة على العالم .
لقد تحقق له ذلك لفترة من الزمن وسادت القطبية الأحادية وغدت الكثير من دول العالم لا تتنفس إلا الهواء الأميركي الفاسد الخارج من رئة الهيمنة ..
لكن هذا العقل أصابه الغرور ولم يأخذ بالحسبان المتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي العالمي.
لقد تعب العالم من دفع أكلاف الحروب التي شنتها واشنطن مباشرة أو بالنيابة..
واليوم ترسخ فعل الخروج من عباءة الهيمنة..العالم يريد أن يتنفس أن يكون عالم تكامل وتشاركية لكن غرور العقل الأميركي يحجب عنه الرؤيا الحقيقية أو قراءة عميقة للمتغيرات التي تجري وهذا له ثمنه أيضاً لا أحد يدري هل يصل إلى حد التهور بحرب كارثية..؟