الثورة – ناصر منذر:
رحبت الأطراف السودانية بالمحادثات المرتقبة التي ستجري اليوم في جدة السعودية، بين ممثلين عن الجيش وقوات الدعم السريع بوساطة سعودية وأميركية، ولكن ذلك لم يمنع من حدوث اشتباكات عنيفة في الخرطوم، في انتهاك جديد للهدنة الأخيرة بين طرفي النزاع، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين.
وسائل إعلام ذكرت أن عدة انفجارات هزت اليوم وسط منطقة الخرطوم بحري، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء حي الوابورات، فيما شنت القوات الجوية السودانية غارات على مواقع لقوات الدعم السريع في العاصمة.
وقال الجيش، في بيان، إن “المتمردين هاجموا منطقة الخرطوم بحري العسكرية ومنطقة العاصمة العسكرية”، مؤكداً أن قوات الجيش صدت للهجوم.
كما أكد الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع “أجبرت مهندسين على تعطيل محطات التحكم بالكهرباء والمياه”، ما أدى إلى انقطاعهما عن مناطق واسعة في البلاد.
وأضاف إن قوات الدعم السريع، استمرت في خرق الهدنة المعلنة، وقامت بعدد من الانتهاكات، بينها نهب وحرق مجمع عفراء التجاري، وكسرِ ونهب بنك الخرطوم بالفتيحاب.
في المقابل أكدت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها تصدت لهجوم متكرر من الجيش في ساعات سريان الهدنة، على حد تعبيرها.
وفي ظل المساعي الدولية لإنهاء القتال الدائر، رحبت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك بـ “بدء المحادثات الأولية” في جدة بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وحثتا طرفي النزاع السوداني على “الانخراط الجاد” في هذه المحادثات وصولا إلى “وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع”.
كما طالبتا الطرفين برسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع، وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضرر.
وحثت السعودية والولايات المتحدة كذلك على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
هذا وتوجه وفدا الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في وقت سابق من مساء أمس الجمعة، إلى مدينة جدة لبدء المفاوضات بينهما.
وقد رحب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، “بالبيان المشترك، وأشاد عبر حسابه على “تويتر”، “بالجهود الإقليمية والدولية المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الأساسية.
كذلك رحب المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان، خالد عمر، بمباحثات جدة، وأعرب عبر حسابه على “تويتر”، عن أمله أن “تتوصل هذه المباحثات لوقف كامل لإطلاق النار يمهد لحل سياسي شامل ينهي معاناة الشعب السوداني، ويحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها ويحقق السلام والحرية والعدالة”.
إلى ذلك طالبت نقابة أطباء السودان أطراف النزاع بمنع الوجود المسلح في المرافق الطبية أو قربها، وعبرت عن رفضها لأي وجود عسكري مسلح داخل المؤسسات الطبية المدنية.
وقالت النقابة في بيان لها، إن الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبية أو استخدامها منصات للقصف يحوّلها إلى ساحة معركة، مشيرةً إلى أنها تعالج المصابين من الطرفين المتنازعين، ولا تسمح لأي طرف بالتدخل في القرار المهني.
من ناحيتها، قالت الأمم المتحدة إنّ نحو “19 مليون شخص في السودان قد يعانون سوء تغذية حاد خلال الأشهر المقبلة”.
وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة، “يونيسف”، في وقت سابق اليوم، إلى تقارير تُفيد بسقوط 7 أطفال كل ساعة بين قتيلٍ وجريح.
يشار إلى أن القتال المستمر بين قوات الجيش والدعم السريع أسفر منذ بدء المعارك في 15 نيسان الماضي عن سقوط آلاف القتلى والجرحى المدنيين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر، فيما كثفت العديد من الدول جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، برا وبحرا وجوا.