المشهد السياسي الذي تجري أحداثه اليوم بعد تراكمات طويلة من الصبر والأناة لا يسر الإدارة الأميركية أبداً .
الهيمنة التي صبغت عقوداً من الزمن بدأت تتصدع وعلى ما يبدو فإن الصدع هذه المرة أكبر من قدرة واشنطن على رتقه فهو تحول عالمي حقيقي .
تحول عن مشهدية ليس فيها إلا الصلف والغرور واستعباد الشعوب وسرقة مقدراتها وإشعال نار الحروب في كلّ مكان يمكن أن تصل إليه يد واشنطن .
وكذلك فرض الدولار عملة عالمية يجب ألا يخرج أحد من سطوته ..أساليب الهيمنة الأميركية التي أذاقت البشرية الكثير من الألم وسببت معاناة آثارها الفقر والكوارث…هي الآن في طريقها إلى النهايات فالتكتلات الأممية التي تجري وتحت سقف التعاون المشترك ورعاية المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والعمل على التبادل التجاري المناسب وبالعملات الوطنية لهذه الدول ..هذا مشهد ترسخ ويتعمق وليس بمقدور واشنطن مهما هددت بجبروتها أن تحول دون تحقيقه لأنه إرادة عالمية حرّة ومن أجل عالم أكثر شراكة وقدرة على التفاعل الخلاق بعيداً عن إملاءات القوة .