عكاظ في نسخة معاصرة

كان الحديث العائلي يدور حول الشعر حين توجه أحدهم بالحديث إلى أصغر الحاضرات قائلاً:

– هل تعلمين أن جدك الذي لم يتم تعليمه كان أبرع الجميع بمسابقات الشعر العائلية؟

استفسرت الصبية الصغيرة عن مفهوم تلك المسابقات فلما قيل لها أنها تعتمد على تذكر بيت من الشعر يبدأ بالحرف الأخير من البيت الذي أورده المتسابق المنافس صاحت ببراءة: ما أسخف جيلنا.. إننا نقيم السباق ذاته إنما على كلمات الأغاني الشائعة..

هي واحدة من المرات الكثيرة التي تجري فيها المقارنة بين الأجيال..وهي ليست دائماً مقارنة محقّه لأنها ببساطة تعتمد على حالات فرديه لا على استبيان حالة عامه، فمن يستطيع ادعاء أنه لم توجد في الأجيال الأكبر عمراً حالات وفيرة لأشخاص لا يهمهم من الدنيا إلا ما هو سطحي وعابر. ومن يستطيع إنكار العدد الكبير من أبناء الأجيال الشابة الذين يسبق تفكيرهم عمرهم وتشغلهم القضايا الكبيرة والحرص على الاستزادة من المعرفة. فكم من مرة سمعنا من يقول عن متقدّم في العمر بأنه (يهرف بما لا يعرف).. وكم من مرة أدهشنا شاب بسعة ثقافته؟ أو ليس في المثال السابق ما يشير إلى وعي لدى شابة صغيرة يعزعلى من مرّت عليهم السنون دون أن تغيّر في مفاهيمهم، أو تزيد في معارفهم؟

الثقافة والمعرفة هنا بيت القصيد، وهما الأساس في الحوار الذي لا ينقطع بين الأجيال، وعن الأجيال، فمن قائل – عن حق – بأن لدى الأجيال الجديدة فرصة للإطلاع عل المعارف لم تتوفر لأسلافهم بفضل وسائط المعرفة الحديثة وفي مقدمها (الانترنت)، أو ما أطلق عليه اسم الشبكة العنكبوتية. إلى قائل :إنه لو توفرت هذه الوسائط للأجيال الأقدم لقدموا الأهم والأفضل، يفسر الأولون أن المعلومة التي كان الوصول إليها في الماضي يتطلب جهداً ووقتاً في البحث بين المصادر الورقية التي قد لا تتوفر في أحيان كثيرة، صار الحصول عليها اليوم يسيراً ولا يتطلب سوى دقائق قليلة.. ويعلق الآخرون أن مجرد توفر هذه الوسائط لا يعني بالضرورة حدوث فعل المعرفة، ويستشهدون بشكوى الأساتذة الجامعيين من استسهال طلابهم لحلقات البحث بحيث صاروا يأتون بها جاهزة من صفحات (الانترنت) حتى دون أن يدركوا ما فيها، ليصلوا إلى القول:إنه حين كانت الكتب والمطبوعات الورقية المصدر الوحيد كان الطالب على أقل تقدير يقرأ ما سيكتب عنه..

الجدل قد لا يتوقف قريباً. ولكن من المؤكد أن دخول الكمبيوتر فالانترنت حياتنا لا يعني أننا أحسنا الإفادة من امكانياتهما الهائلة. وابتكار شبكات التواصل الاجتماعي حوّل جهد الكثيرين من مستخدمي الكمبيوتر نحوها، واستجاب لرغبات دفينة في الكتابة للتعبير عن الرأي، ولكن المشكلة تكمن في الرأي الذي لا يستند إلى ثقافة أو معرفة. وهنا يحضرني قول لكاتب كبير انتقد هذه الحالة منذ سنوات طويلة حين قال:

– كنا نقرأ عشرة كتب لنكتب مقالة واحدة، واليوم هناك من يكتب مئة مقالة بعد قراءة كتاب واحد!!

ترى ما كان سيقول كاتبنا الكبير لو عاش عصرنا ورأى من يكتب دون أن يقرأ شيئاً، ولو مجرد تقرير صحفي؟

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية