الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
عندما نتابع فيلماً قديماً لفاتن حمامة، أو عمر الشريف، أو رشدي أباظة…. تأخذك جرعة الرومانسية والحالة الإنسانية الطاغية على سينما أيام زمان، وحتى على مسلسلاتها التي تتسم بالبساطة واهتمامها بتقديم حالة فنية راقية.
منذ عدة سنوات باتت الدراما صنواً للإثارة، وكأنه لزام عليها أن تقترن به ولم يعد يخلو موسم درامي رمضاني من عدد كبير من المسلسلات التي تعتمد على الأكشن، بحيث يطغى على ما عداه ويتم الترويج للمسلسلات التي تعتنق هذا المبدأ بطريقة مغايرة كما عشنا مع مسلسل الهيبة في مواسم مضت، ومع مسلسل «الزند» ومسلسل وأخيراً الذي ما إن انتهى عرضه، حتى أعادته محطة أخرى مباشرة.
إن جرعة الأكشن مطلوبة لضمان المنافسة بين المحطات التلفزيونية والمسلسلات ومؤخراً مع منصات العرض الدرامية، حيث يلجأ صناع الدراما إلى استخدامه بهدف التشويق وجذب المشاهد طوال فترة المسلسل، والتي تمتد في شهر رمضان حتى 30 حلقة، الأمر الذي يحتاج دائماً إلى جرعة أكشن مستمر.
حتى إننا نرى أن الممثلات ورغم جماهيريتهن الكبيرة يشتغلن في دراما الأكشن، على غرار الممثلات الغربيات مثل سكارليت جوهانسون وتشارليز ثيرون وجينيفر لورانس…
الممثل أو الممثلة غالباً يجدون فرصتهم الكبرى في أمثال الأدوار التي تعتمد على الأكشن…لأنهم عبرها يكسرون نمطية أدوارهم وينوعون فيها، ولكن الملاحظ أن أعمال «الأكشن» العربية بشكل عام تتعرض للانتقادات بين حين وآخر، وتوصف في بعض الأوقات بالسذاجة والمبالغة…
إن أهم مشكلة يعاني منها الأكشن الدرامي حين يتحول إلى عنف تتناثر الدماء طوال الوقت، كما نرى في العديد من الأعمال، رغم عدم وجود مسوغ درامي حينها يصبح الأمر فبركة، لها تداعيات وآثار سلبية على المشاهد.
العدد 1143 – 9-5-2023