هو المستشار السابق بوزارة الدفاع الأميركية العقيد دوغلاس ماكغريغور يصيب كبد الحقيقة، ربما لأول مرة نسمعها من هكذا مسؤول فهو يلامس المشهد السياسي بشفافية، وبتوازن مطلق، بقوله: إن السبب الوحيد لعدم اندلاع حرب عالمية ثالثة حتى اللحظة، هو مقدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضبط نفسه، رغم استفزازات الولايات المتحدة وحلفائها اللا عقلانية في أوكرانيا.
لا نبالغ إذا قلنا إن التحديات التي واجهها الرئيس الروسي كثيرة جداً، ولعل الأكثر منها هو تلك الحرب الهيستيرية، والإعلامية التضليلية التي استهدفته شخصياً، بل واستهدفت كل موقف سياسي تبناه، أو تحرك دولي خطى نحوه بثبات ومنطقية.
المؤكد أن الإدارة الأميركية تسعى بكل السبل إلى المساس بالأمن والاستقرار الروسي، وعرقلة إنجازات موسكو، ودورها الريادي على كل الصعد، ولذلك عملت على الاستثمار بالورقة الأوكرانية، لكنها لم ولن تحقق أياً من أجنداتها المنشودة.
الشيء الثابت لنا جميعاً أنه لولا تعامل روسيا بمسؤولية مع ما يجري لكنا شهدنا كارثة عالمية جديدة، من شأنها أن تحصد أرواح ملايين الأبرياء.
وحدها الإدارة الأميركية من ينفث السموم السياسية، والدبلوماسية، والميدانية ليعكر صفو كل الأرجاء، وهي بحماقاتها تصر على جر العالم إلى حرب لا تحمد عقباها، ولكن المؤكد أنها لن تفلح في مقاصدها، فهي على الدوام ستصطدم بحكمة الروس، وقدرتهم على ضبط النفس، مهما تعالت التحديات.