ما من شك بأن قرار استعادة سورية لمقعدها ودورها وحضورها في الجامعة العربية بعد ١٢ عاماً من “تجميد” عضويتها هو قرار في الاتجاه الصحيح، ويسهم في تفعيل هذه المؤسسة وضخ الدماء في شرايينها من جديد، ويساعد على تجاوز حقبة كان فيها العمل العربي المشترك في أضعف حالاته.
يمكن القول إن الجامعة اليوم باتت مطالبة أكثر بمواكبة التطورات الدولية المتسارعة، وعودة سورية للعب دورها في هذا التوقيت بالذات يخدم المساعي التي تقوم بها دول عربية محورية لربط الجسور وتصحيح العلاقات الفاترة بين بعض الأعضاء، ويخلق فرصاً عديدة للتشاور المثمر بهدف حل الكثير من الأزمات التي تعاني منها شعوب ودول المنطقة في ضوء التطورات الدولية التي تؤذن بولادة عالم جديد متعدد الأقطاب حيث لا مكان فيه للقطبية الأحادية، عالم يقترب من إنهاء سطوة الهيمنة الأميركية على القرار العالمي والفوضى التي تسود العلاقات الدولية.
المطلوب من الجامعة العربية كبير رغم أن الضغوط والتحديات كبيرة أيضاً، ولذلك لا بد من حشد كل الطاقات المتاحة واستغلال كل الإمكانات الموجودة، لبلوغ الهدف المنشود وهو تحقيق تطلعات الشعوب العربية في التحرر والتنمية الاقتصادية والعيش الكريم.