الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في أواخر الأسبوع المقبل، يسافر رؤساء آسيا الوسطى إلى مدينة شيان لحضور قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، والرئيس القرغيزي صدير جاباروف، والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، والرئيس التركمانستاني سيردار بيردي محمدوف، والرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف، قمة 18-19 أيار، والتي من المقرر أن يلقي فيها الرئيس الصيني شي خطاباً هاماً حول علاقات الصين مع المنطقة.
خلال مؤتمر صحفي دوري يوم 8 أيار الجاري، قدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “وانغ ون بين” تفاصيل حول القمة القادمة، ووصف وانغ الاجتماع بأنه أول حدث دبلوماسي كبير تستضيفه الصين هذا العام، وأشار إلى أنه سيكون أول قمة على الإطلاق بين قادة الدول الست.
إن قادة آسيا الوسطى ليسوا غرباء عن الصين، فغالباً ما يجتمع الرؤساء الصينيون مع نظرائهم في آسيا الوسطى، إما بشكل فردي أو أن يكون زعيم روسي موجوداً أيضاً، داخل حدود منظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، على سبيل المثال.
في عام 2020، أطلقت الصين نسختها من تنسيق 5 + 1 باجتماع افتراضي، وكانت القمة الأخيرة قمة عبر الإنترنت في كانون الثاني 2022، حيث كانت الصين في آسيا الوسطى موضوعاً ساخناً في المحادثات الجيوسياسية منذ عام 2013 على الأقل، عندما أطلق شي الجزء البري من مبادرة الحزام والطريق (BRI) في خطاب تاريخي في أستانا.
يتداخل توقيت قمة الصين وآسيا الوسطى مع قمة مجموعة الدول السبع التي ستعقد في الفترة من 19 إلى 21 أيار والتي تستضيفها اليابان في هيروشيما، وسيحضر قادة مجموعة السبع، وهي منتدى سياسي حكومي دولي يشمل كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (إضافة إلى الاتحاد الأوروبي باعتباره عضواً غير مذكور)، كما دعت اليابان قادة أستراليا والبرازيل وجزر القمر وجزر كوك والهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا وفيتنام.
وهكذا، بينما يجتمع شي مع قادة آسيا الوسطى، سيجتمع قادة الغرب، وستستمر القمتان دون حضور روسيا لكن الأزمة الأوكرانية ستكون الموضوع الرئيس للنقاش.
خلال المؤتمر الصحفي يوم 8 أيار الجاري، قال وانغ: إن شي سيلقي خطاباً هاماً في القمة، كما سيتم مناقشة القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، واختتم بالقول: إن القمة ستساعد في رسم مخطط جديد للعلاقات بين الصين وآسيا الوسطى وفتح حقبة جديدة للتعاون بين الجانبين.
من الصعب تخيل القضايا الدولية والإقليمية الرئيسة ذات الاهتمام المشترك باستثناء الحرب الأوكرانية والآثار الاقتصادية الإقليمية، إن لم تكن السياسية.
في نفس السياق، إنه أمر يستحق الالتفاف على المحيط الهادئ، حيث أنه في أيار 2022، التقى وزير الخارجية الصيني آنذاك وانغ يي بعشرة من نظرائه في جزر المحيط الهادئ على أمل الحصول على الإجماع على اتفاقية شاملة للأمن والتعاون.
ولا يعرف شيئاً جوهرياً عن الوثيقة السياسية المهمة التي تأمل الصين توقيعها مع قادة آسيا الوسطى، لكنها قد تخبرنا كثيراً عن أهداف بكين في المنطقة.
سيقوم رؤساء كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان جميعاً بزيارات دولة إلى الصين حول القمة، بعضها قبل الحدث الرئيسي وبعضها بعده، وبالفعل قام رئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف بزيارة دولة للصين في الأسبوع الأول من عام 2023 .
المصدر – ذا ديبلومات