الثّورة- ترجمة رشا غانم:
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصّينية – وانغ ون بين- عن رفض بلاده رفضاً قاطعاً للبيان الذي أدلى به وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن مؤخراً ومفاده بأنّ واشنطن ستدعم وتشجع بشدة منظمة الصّحة العالمية لدعوة تايوان للمشاركة هذه السّنة في جمعية الصحة العالمية بصفتها مراقبا.
مستشهداً بحضور تايوان السّابق في جمعية الصحة العالمية خلال إدارة الكومينتانغ، أعلن بلينكن بأنّ واشنطن ستدعم تايوان باستمرار لأن تصبح مراقبا في منظمة الصحة العالمية، زاعماً بأن هذا يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة تجاه الصّين الواحدة.
هذا وشدّد المتحدث باسم الخارجية الصّينية على أنّ هناك صينا واحدة وبأنّ تايوان جزء منها، وبالتالي فإن الأساس السياسي لمشاركة تايوان في جمعية الصّحة العالمية لا وجود له، إضافة إلى إصرار السلطة الحالية في تايبيه على استقلال الجزيرة، ورفضها الالتزام بالإجماع لعام 1992 وتدمير الأساس السّياسي للمشاورات عبر المضيق.
يعرف بلينكن حق المعرفة بأنّ تايوان تشكل المركز الأساس لمصالح الصين، كما أنّها الخط الأحمر في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الذي لا يجب تجاوزه، ولكنّه لايزال يلعب ببطاقة تايوان بشكل طائش مرّة أخرى، وبينما تدعي واشنطن رفضها التوترات المتزايدة حول مسألة تايوان، أصبح مضيق تايوان نقطة اشتعال جيوسياسية متقلبة بشكل متزايد.
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ أي طرف يرغب بصدقٍ بإرساء السلام والاستقرار عبر المضيق، فما عليه إلا أن يلتزم بالحفاظ على النظام الدّولي، والتمسك بمبدأ الصّين الواحدة ومعارضة كل أشكال “استقلال تايوان”.
يذكر أنه قبل يوم واحد، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك في برلين، ذكّر وزير الخارجية الصيني الزائر تشين، العالم بأن عودة تايوان إلى الصين هي عنصر متأصل في النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، فإن الخلاف الأخير بين بكين وواشنطن حول تايوان ليس سوى خلاف واحد من اختلافات أكبر وأعمق في المشهد الجيوسياسي العالمي المتغير، إنه ينطوي على عوامل متعددة معقدة، بما في ذلك، الخلافات الطويلة الأمد بين الجانبين بشأن هذه المسألة، والتي هي الأبرز في تلك الخلافات، بين مبدأ بكين في الصين الواحدة وسياسة واشنطن في الصين الواحدة.
والآن، وبعد أن أصبح نهج الولايات المتحدة مدفوعاً بشكل متزايد من قبل التحالف المناهض للصين من الحزبين في الكونغرس، وقناعة بكين المتزايدة بمؤامرة غربية لإحباط سعيها لإعادة التوحيد السلمي وإيمانها المطلق بقدرتها على تحقيق ذلك بالقوة، فإن خطر المواجهة واضح للجميع.
وبغض النظر عن الطريقة التي يحاول بها الباحثون عن الاستقلال في تايوان الاستفادة من الكراهية الغربية للبر الرئيس لتعزيز قضيتهم، يجب على أصحاب المصلحة الآخرين الحفاظ على مبدأ واضح وتجنب الانجرار غير الطوعي إلى أسوأ السيناريوهات، وهو أمر يمكن تفاديه، على الأقل في الوقت الحالي.
كما يجب التعامل مع مشاركة تايوان في أنشطة المنظمات الدولية، بما فيها منظمة الصحة العالمية، وفقاً لمبدأ الصين الواحدة على النحو الذي أكدته قرارات الأمم المتحدة، ومع رفض سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم الاعتراف بتوافق عام 1992 الذي يجسد مبدأ الصين الواحدة، لم يعد الأساس السياسي لمنطقة تايوان للمشاركة في جمعية الصحة العالمية موجوداً.
المصدر: تشاينا ديلي