ما هو رصيدك من الوقت (الفاني)..؟!

الثورة – لميس علي:
في كتاب (اللاطمأنينة) يذكر فرناندو بيسوا: «كلّ فردٍ في حدّ ذاته متعددٌ وغزير، كلّ فرد ذواتٌ مضاعفة»..
من الممكن جداً أن يكون لكلّ «ذات» من تلك الذوات زمانها الخاص..
تحيا وفق مقياس وقتها وحدها..
على ذلك، كلّ فرد منا يحيا في تشابك وقتي/زمني يسود أيامه.. ويحتل لحظاته..
ومقدار ما يستطيع تحصيل نوع من الانسجام بين تلك الأزمنة/الأوقات، يحيا في تناغم ظاهري، وربما داخلي.
يبدو لي أن مقدار (التشويش) أو (اللا انسجام) بين تلك الأزمنة/الذوات، يستطيع صيد فوائده ومتعته المبدعون أكثر من غيرهم.
كيف يمرّ عداد الوقت على كل منّا..؟
وماذا لو كانت الحالة معكوسة بدلاً من أن نولد صغاراً فنولد كباراً.. ومع تقدّم الزمن نصغر في العمر، كما في فيلم (الحالة الغريبة لبنجامين بوتون)..
ماذا عن تشابك الوقت.. أو العيش في أزمنة متعددة لكن في نفس الوقت.. كما في فيلم (منزل البحيرة)..؟
فكرة صيد السعادة.. وتبديل القدر، وردت في فيلم (عن الوقت، About time)..
أما فكرة أن يكون «البعد الرابع للمكان» الزمن/الوقت مساوياً لمعنى الحياة أو العمر فكانت من نصيب فيلم (في الوقت المناسب، In time)
بالعموم تحمل الأفلام التي تعرض لفكرة الوقت فلسفة كل منها عنه..
إلا أن (في الوقت المناسب) يحتوي على صدمة من حيث فلسفته الخاصة جاعلاً من الوقت بديلاً (للعملة، للنقود).. إن أردت أن تمتلك أو تشتري أي شيء فعليك تقديم الثمن من عمرك ومن وقتك في هذه الحياة..
وبالتالي يمكنك أن تتعلم أن تحيا يوماً بيوم كما بطل العمل (ويل، جاستين تيمبرلك).. فلا فائض من وقت..
وإن استطاع الفوز به يمنحه لغيره، لأن الجميع، حيث يعيش، يحتاجون للوقت لمدّ أعمارهم.. وإن نفد رصيدهم منه يموتون في لحظتها..
وبالتالي أثمن ما تقدمه للآخر هو الوقت معادل العمر/الحياة تماماً.
ضمن فيلم (في الوقت المناسب) الناس لا يصلون إلى الشيخوخة لأن عمر (25) هو العمر الذي يبدؤون فيه باقتراض الوقت تمديداً وتأجيلاً لساعة النهاية.
اللذيذ في العمل هو تلك المفارقة التي يحسن تظهيرها على مرأى كلّ من يشاهده، وكأنها حقيقة يدركها للمرة الأولى..
مفارقة.. تُلقى هكذا في وجوهنا مباشرة كصفعة حادة، سريعة، وموجعة.. تتلخص بأهمية وقتنا بمختلف مكوناته وحتى بأدق تفاصيله من لحظاتٍ وثوانٍ..
فكلها فارقة.. ومهمة.. وقد تساوي، في مناسباتٍ عديدة، العمر بمعناه الحرفي..
ومع ذلك نهدرها في مواقف وظروف كثيرة.. لنعود نشتري بديلاً لها من الممكن أن يكلف أعمارنا.
إذاً ما هو رصيدك من الوقت (الفاني)..؟!
الإجابة حسب (ويل).. غالباً هو «اللا شيء».. لطالما استطاع التحكّم بعداد هذا «اللا شيء».. فينقص ويزداد وفق قدرته ورغبته وأيضاً شطارته وذكائه.
هو يعارك الوقت ويعلم في كلّ مرة أنه المنتصر.
وكأنه أدرك قناعة «بيسوا» السابقة..
ببساطة هو يؤمن أنه غزير ويخبّئ ذوات مضاعفة.

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار