الثورة – ناصر منذر:
في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لتغيير الواقع التاريخي والسياسي والقانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، حوَّلت تلك السلطات اليوم، مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين ما يسمى “مسيرة الأعلام” الاستفزازية، التي تنوي الجمعيات الاستيطانية تنظيمها يوم غد الخميس.
وبحسب وكالة وفا، دفعت سلطات الاحتلال بأكثر من 3 آلاف شرطي إلى القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، فيما أعلنت أنها ستغلق محاور رئيسة وتدفع بالمزيد من عناصر شرطتها إلى المدينة، وذلك عشية ما يسمى “مسيرة الإعلام”، التي ستمر من أحياء القدس القديمة لتحط في ساحة البراق.
ويشارك في المسيرة الاستفزازية وزراء وأعضاء كنيست، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وكانت منظمات “الهيكل” المزعوم وجماعات استيطانية، دعت إلى أكبر اقتحام للأقصى صباح غد الخميس، وتسعى إلى تجنيد أكثر من 5 آلاف مستوطن في عملية اقتحام ساحات الحرم القدسي الشريف التي تسبق مسيرة الأعلام الاستفزازية.
وتصرُّ حكومة الاحتلال على توجيه ما يسمى “مسيرة الأعلام” الاستيطانية وفق مخططها، من خلال المرور عبر باب العامود والبلدة القديمة، ما يؤكد نياتهم المبيَّته للتصعيد.
وقد اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال.
وكثّف المستوطنون انتهاكاتهم منذ الصباح الباكر لحرمة المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، وأدَّوا طقوساً تلمودية عند الأبواب وفي الساحات.
وعزَّزت شرطة الاحتلال انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، وتم التدقيق في البطاقات الشخصية والتضييق على الوافدين إلى المسجد.
إلى ذلك هدمت آليات الاحتلال بناية سكنية في حي واد قدوم ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وذكرت وكالة وفا أن البناية التي هدمها الاحتلال تؤوي 50 شخصاً من عائلة الحسيني مشيرة إلى أن قواته حاصرت محيط الهدم وأغلقت الطرقات لمنع الوصول إلى الموقع حتى انتهائها من تدميرها.
كما أجبرت سلطات الاحتلال اليوم فلسطينياً على هدم منزله في بلدة جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة.
على التوازي أصيب ستة مواطنين بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، مقام يوسف شرق مدينة نابلس.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، إن مواطنا أصيب بالرصاص الحي في منطقة الظهر ونُقل إلى المستشفى، إضافة إلى خمسة مواطنين آخرين بالرصاص “المطاطي”، عولجوا ميدانياً خلال اقتحام الاحتلال المنطقة الشرقية من نابلس.
وأضاف أن مواطنا أصيب بجروح باليد نتيجة إصابته بقنبلة غاز بشكل مباشر، إضافة إلى إصابة سيدة بقنبلة صوت، وجرى نقلهما إلى المستشفى.
وأكد أن أكثر من 80 مواطناً أصيبوا بحالات اختناق جراء الغاز السام، وأخلي بعض المنازل نتيجة استهدافها بالغاز السام، إضافة إلى استهداف طاقم الهلال الأحمر بقنابل الغاز بشكل مباشر.
وذكر جبريل أن سبعة شبان أصيبوا برضوض جراء سقوطهم أثناء ملاحقة قوات الاحتلال لهم، وجرى تقديم العلاج لهم ميدانياً، إضافة إلى إخلاء حالتي ولادة من مخيم عسكر ونقلهما إلى المستشفى.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة طوباس، وفق ما ذكرته وكالة وفا التي أوضحت بأن مواجهات اندلعت بعد عملية الاقتحام، وقد أُطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات.
في الأثناء شرعت قوات الاحتلال بإقامة مقطع من جدار الفصل العنصري، على أراضي قرية الجلمة شمال شرق جنين.
ويتخوف المواطنون من قيام قوات الاحتلال بالاستيلاء على مزيد من أراضيهم وعزلها خلف الجدار، والذي سيلتهم أراضيهم ويحرمهم من دخولها، وخاصة الواقعة بالقرب من الحاجز .
