الثورة:
دعا جمال القادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية، مؤتمر العمل العربي المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، إلى مقاربة التحديات الحقيقية التي تواجه عالم العمل العربي بروح عالية من المسؤولية، وإطلاق حوار منتج فعّال وبنّاء نستطيع من خلاله اجتراح الحلول لمجمل ما نواجه، ولاسيما بعد القمة العربية الناجحة التي تمخضت عنها إعادة لم الشمل العربي.
واستعرض القادري خلال كلمته في اليوم الثاني من أعمال الدورة /49/ لمؤتمر العمل العربي أهم الصعوبات والتحديات التي مرت بها منطقتنا العربية على امتداد العقد الماضي، من آفة الإرهاب التي ضربت معظم دولنا العربية، والتي تسببت في ضياع جزء كبير من موارد هذه الدول التي كان يفترض أن توجه لتحقيق النمو والتنمية لأقطارنا العربية، إلى منعكسات جائحة كورونا، وصولاً إلى ثالثة الأثافي المتمثلة بكارثة الزلزال الكبير الذي ضرب سورية وأجهز على ما تبقى من إمكانيات كانت توجّه لخدمة شعبها وعمالها واقتصادها، كما أثنى على تقرير المدير العام لمنظمة العمل العربية الذي حمل عنوان الحوار الاجتماعي ودوره في تحقيق التنمية، مشدداً على أهمية مشاركة الجميع في إغنائه، بما يثمر عن خطط ونماذج اقتصادية واجتماعية وتنموية قابلة للتطبيق تناسب امكانياتنا وتحاكي التحديات التي تواجه مجتمعاتنا واقتصاداتنا العربية.
وشدَّد القادري على أهمية العمل الجاد والفوري لتجاوز المشكلات التي تعاني منها المنظمات النقابية في تونس والسودان وليبيا عبر تغليب منطق الحوار البنَّاء كوسيلة وحيدة متاحة لخلق التفاهمات بين مكونات الوطن الواحد وبين أطراف عملية الإنتاج، ومواجه المشكلات المتنقلة التي تصيب بلداننا العربية في اليمن والسودان وليبيا وسورية والتي تترك تأثيراتها الكبيرة على كافة شرائح المجتمع الكادحة وفي مقدمتها العمال، منوهاً بالممارسات العنصرية التي يتعرض لها عمال وشعب فلسطين، والتي تتطلب فضح ممارسات هذا الكيان الغاصب.
وختم القادري كلمته بالتأكيد على أهمية الارتقاء إلى مستوى هذه التحديات كأبناء أمة واحدة، ومناقشة سبل تطوير العمل العربي المشترك لنواكب ما يطمح إليه شعبنا، ومعالجة أسباب تعثر مسيرة التقدم والنمو، والقضاء على مظاهر التخلف والبطالة والفقر بالاعتماد على مقدراتنا الوطنية والقومية بدلاً من الخضوع لوصفات مؤسسات مشبوهة دمرت الكثير من أقطارنا العربية، متوجهاً بالشكر لاتحاد عمال مصر على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
– تحقيق التنمية الشاملة..
بدوره السيد لؤي المنجد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في سورية أكَّد على السعي المستمر لترسيخ المزيد من قيم العمل وحوكمة سوق العمل بما يعزز العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة المستدامة كمنطلق للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي، لافتاً إلى أن مشاركة سورية في أعمال مؤتمر العمل العربي هي تأكيد لقناعة الحكومة السورية بأهمية هذه المنظمة العريقة وسعيها للتعاون معها.
وبيَّن المنجد أن سورية تتطلع لرسم معالم مستقبل مشرق يحقق الخير والأمان وتجاوز التحديات المتمثلة بإزالة آثار الحرب الكونية التي شنت على سورية والتي استهدفت الشعب السوري والبنى التحتية والموارد البشرية وسوق العمل، إضافة لمواجهة آثار الزلزال المدمِّر الذي ضرب سورية مؤخراً، وهي تسعى بكل روح التعاون لتعزيز مقومات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق العودة الآمنة للمواطنين السوريين الذي اضطروا للنزوح من بيوتهم ومغادرة الوطن.