الثورة – تعليق منهل إبراهيم:
كعادتها تشعل الولايات المتحدة الأمريكية الحروب من فوق الطاولة ومن تحتها..علانية تارة ومخفية تارة أخرى، ويجزم المحللون لسياسات واشنطن والخبراء بنهجها أن معظم النزاعات والحروب التي تنشب في المنطقة والعالم تكون أيدي أمريكا حاضرة فيها إن كان بتدخلها المباشر او عبر أدواتها.
والأنكى من ذلك أن الولايات المتحدة بعد نشوب الحروب وتفاقم الأزمات التي تراقبها عن بعد وخصوصا في منطقتنا العربية المستهدفة بنيرانها المباشرة والبعيدة، تطل رأس الأفعى الأمريكية مستعيرة رأس الحمل الوديع الذي يدعو للسلام والوئام.. بل وتتمادى في التهديد بالتدخل المباشر وهذا ما تريده واشنطن بالضبط كما يحصل اليوم في السودان، وعين العم سام عليه وعلى ثرواته.
ما يثير الحفيظة قول وزارة الخارجية الأمريكية، إنها ستحاسب كل من ارتكب جرائم حرب في السودان، وأن مستقبل هذا البلد يجب أن يكون بيد سلطة مدنية..كلام واشنطن مقلق للغاية وهي من يرتكب الجرائم ضد الإنسانية فلا يحق لها الحديث بهذه النبرة أو تحديد مايجب فعله لأبناء الوطن الواحد.
جاء ذلك على لسان المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ، الذي عبّر عن قلق الولايات المتحدة المزعوم ومن اتساع رقعة الصراع في السودان إلى دول أخرى مثل تشاد وأفريقيا الوسطى، وهذا بالضبط ما تريده واشنطن ولاتسعى لوقفه كما يدعي وربيرغ.
الدبلوماسي الأمريكي أظهر تدخل بلاده السافر بشؤون السودان حين قال إن مستقبل السودان يجب أن يكون بيد سلطة مدنية.. وهذا ليس من شان أمريكا، فمستقبل السودان يحدده أبناؤه وليس واشنطن او أي عاصمة اخرى.
كلام الدبلوماسي الأمريكي بمجمله تدخل وقح في السودان وهو أمر يجب أن ينتبه له الأشقاء في السودان، وتدارك الاخطاء والمصالحة ووقف القتال لمصلحة الشعب السوداني ومنعا لأي تدخل خارجي.
التصريحات الأمريكية التدخلية المستهجنة تأتي بعد دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسمياً، ليل الإثنين الماضي.
واندلع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في الـ 15 من نيسان الماضي، بعد خلاف الطرفين حول خطط دمج “الدعم السريع” في الجيش، وتسلسل القيادة في المستقبل بموجب اتفاق سياسي مدعوم دوليا.
ووصلت حصيلة النزاع إلى نحو ألف قتيل وما يقرب من مليون نازح، بينما أصبح نحو نصف سكان السودان في حاجة إلى مساعدات إنسانية.