الثورة – عادل عبد الله وميساء الجردي:
يركز المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر للجمعية السورية للمولدين والنسائيين الذي انطلقت فعالياته اليوم في فندق الداماروز بدمشق على جملة من المحاور الهامة في التوليد وطب الإخصاب والعقم وأمراض النساء وجراحتها، مقدماً أحدث المستجدات في هذا المضمار.. ويتضمن المؤتمر الذي يستمر حتى الـ 26 من الشهر الجاري 66 محاضرة علمية وعرض بعض الحالات السريرية عبر 9 جلسات بمشاركة أطباء من دول عربية وأجنبية.
معاون وزير الصحة للشؤون الصيدلانية والدوائية الدكتورة رزان سلوطة أوضحت أن المؤتمر يفتح أفاقاً واسعة للتعرف على مستجدات البحوث الحديثة وأساليب الممارسة الطبية والعلاجية وتحسين الأداء وتقديم أفضل الخدمات للمرضى، مشيرة إلى ما توفره الوزارة من خدمات جليلة في مجال الأمراض النسائية والصحة الإنجابية بشكل عام وتوفير الخدمات العلاجية بشكل مجاني أو شبه مجاني، وتخصيص مراكز للتوليد الطبيعي في عدد من المحافظات.
وبيَّنت سلوطة حرص الوزارة على تقديم خدماتها في هذا الجانب من خلال تخصيص ٦ مستشفيات للتوليد، وتوفير أقسام خاصة بالصحة الإنجابية في ٣٧ مستشفى حكومياً، ووجود خدمات كثيرة وصلت الى 39,200 عملية قيصرية، و٥٦٥ ولادة طبيعية، و 146,435 صورة إيكو ضمن إحصائية عام ٢٠٢٢، لافتة إلى أهمية هذه الخدمات الطبية المقدمة لإنقاذ حياة الأمهات والرضع وتحسين الصحة العامة.
من جانبه ممثل نقابة أطباء سورية الدكتور بسام محمد تحدث حول الجوانب الهامة التي تحملها المؤتمرات، والتي لم تستطع منصات التواصل الاجتماعي أن تلغي دورها في دعم التبادل العلمي والمعرفي ونشر الخبرات الجديدة، مشيراً إلى بعض التطورات التي تعمل عليها النقابة من تجهيز قاعة خاصة للمؤتمرات والوصول إلى إطلاق مجلة محكمة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والجهود المتواصلة من جميع الجهات لإطلاق دليل وطني طبي موحد لكل اختصاص كمشروع وطني مدعو إليه الجميع للمشاركة.
بدوره أشار رئيس الجمعية السورية للمولدين والنسائيين الدكتور مروان الحلبي إلى أن المؤتمر يهدف بشكل أساسي إلى رفع السوية العلمية والعملية للأطباء والطلاب عبر محاضرات نوعية، إضافة إلى تبادل الخبرات وطرح بعض المشكلات المحلية والوصول إلى حلول لها، وضمان تقديم أرقى مستويات الخدمات الطبية الوقائية والعلاجية لمجتمعنا.
ولفت إلى الدور الاجتماعي الذي يحققه المؤتمر في تحسين المستوى العلمي والثقافي على حد سواء، وتعريف الأطباء إلى ما يقدم في هذا الجانب من قبل الجهات المختلفة والدول المشاركة.
وفي تصريح لـ “الثورة” أشار الدكتور فيصل العمر – طبيب نسائية ومنظم المؤتمر إلى المشاركة الكبيرة التي حظي بها المؤتمر هذا العام ووجود ملخصات علمية عن مؤتمرات وجمعيات المولدين العالميين، إضافة إلى إعطاء فرص إضافية للمشاركين العرب والبالغ عددهم ٢٠ محاضراً بتقديم أكثر من مشاركة.
وأشار أنه من خلال محاضرته تحدث عن موضوع جديد في مجال أمراض النساء يتعلق بمادة الكلوركين المنظمة لمناعة الرحم والتي تضمن عدم فشل التعشيش، وهو أمر بدأ تطبيقه في سورية على حوالى ٢٠ حالة يستمر في دراستها وصولاً إلى ٥٠ حالة.
ومن الأردن بيَّن الدكتور شوقي صالح من الجامعة الأردنية أهمية انعقاد مؤتمرات عربية مشتركة بما يخدم المواطن العربي بشكل عام، مشيراً إلى تواجده في دمشق كان لسببين الأول يتعلق بإجراء امتحان المجلس العربي في الأمراض النسائية، والثاني بهدف حضور المؤتمر الذي يشارك فيه بمحاضرة حول الاكتشاف المبكر للولادات المبكرة، وكيفية حدوث الولادة على الرغم من صعوبة التنبؤ بذلك.
وأكد صالح أن هذه المحاضرة تطرح اكتشافات جديدة تساعد في إنقاذ الأم والجنين، وتمنع حدوث هذه المشكلات في المستقبل، وقد تم تطبيق جزء من هذه الأمور، وهناك جوانب قيد البحث.
ومن ليبيا أوضح الدكتور عبد الرحمن جمعة الشارف من كلية الطب بجامعة طرابلس أن هذه المشاركة الأولى له في سورية، وهي فرصة كبيرة لتبادل الخبرات مع الأطباء السوريين من خلال هذا المؤتمر، لافتاً إلى تاريخ سورية العريق في المجال الطبي والذي استمر في تقدمه رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلد.
وعن محاضرته فأوضح أنه تناول التشخيص والمعالجة لمشكلة المشيمة المهاجرة، والتي تعتبر حالة تحدث كثيراً في ليبيا وفي سورية أيضاً، وقد تم التوصل لطرق أسهل وأسرع في التشخيص والعلاج.
يرافق المؤتمر معرض للتجهيزات الطبية والدوائية يسلط الضوء على نشاطات المؤسسات الصحية والدوائية وآخر ما توصلوا إليه في هذا الجانب.