الثورة – ميساء الجردي:
آفاق واسعة للتعرف على مستجدات التوليد وطب الإخصاب والعقم والبحوث الحديثة وأساليب الممارسة الطبية والعلاجية وتحسين الأداء وتقديم أفضل الخدمات للمرضى. قدمها أطباء التوليد والنسائية ضمن أبحاثهم التي عروضها في المؤتمر العلمي الدولي الثامن عشر للجمعية السورية للمولدين والنسائيين الذي ختم أعماله يوم أمس.
لم يكن المؤتمر مجرد معلومات وحالات تقليدية فقد تناول المشاركون في جلساتهم التسعة دراسات وأبحاث توصلوا إليها مؤخراً وخاصة فيما يتعلق بطب الأم والجنين وفقاً لما أكده الدكتور مروان الحلبي رئيس الجمعية السورية للمولدين والنسائيين مشيراً إلى ما قدموه من عروض لحالات سريرية عملية مصورة بشكل دقيق ومناقشة الحالات مع الأطباء والوصول إلى تشخيص دقيق في كل حالة من هذه الحالات. انطلاقاً من تدريب عملي على حالات طب الأم والجنين وتوضيح لبعض حالات الأورام والتشخيص وبعض الواسمات الورمية وجلسة خاصة حول الإسقاطات المتكررة وتدبيرها وصولاً إلى الواقع والأسباب المؤدية إلى وفيات الأمهات في الوطن العربي.
وأوضح الحلبي أهمية محاضرته حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العقم والإخصاب الذي يعتبر موضوعاً جديداً يطور من الخدمات المقدمة للمرضى ويختصر الزمن ويعيد تدبير الحالات وسوف يكون جزءاً من الطب الدقيق الذي يقدم أفضل الخدمات للمريض. لافتاً إلى أهم توصياتهم في هذا اللقاء العلمي بوضع خارطة طريق للعمل المشترك بالأمور البحثية والطبية والتعاون العلمي على كل المستويات.
الدكتور جميل طالب أستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق بين أهمية المواضيع الجديدة المطروحة حالياً في مجال طب النسائية وخاصة فيما يتعلق بطفل الأنبوب ودور الجراحة التنظيرية في تطوير ونجاح هذه العمليات التي تشغل بال الكثير من الناس والأطباء. مشيراً إلى دور الذكاء الصنعي في نجاح عمليات طفل الأنبوب والأبحاث الجديدة حول تجميد المبيض وإعادة الاستفادة منه مرة ثانية وخاصة في حال كانت المريضة تتعالج من الأمراض السرطانية أو كان هناك حالة اضطرارية لاستئصال الرحم من خلال التجميد حيث يمكن أن يبقى المبيض لفترة طويلة ويمكن إعادته ويمكن تحريض المبيض وإتمام الإلقاح. ذلك يشكل تطوراً كبيراً في مجال طب النسائيين.
الدكتور هيثم ملحم رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في مشفى تشرين العسكري تحدث حول دور إعدادات الأكسدة في معالجة العقم الذكري وسلطة الضوء حول آخر الدراسات والمعطيات العلمية وفائدة الأدوية في تحسين نسب الإخصاب والحمل. وأوضح ملحم أنه منذ عام 2018 وحتى اليوم كل الدراسات أثبتت أنه لا يوجد دليل قوي يدعم فكرة إعطاء أدوية مولدات ومضادات الأكسدة حيث بقيت هذه المواضيع محط جدل لبعض الجمعيات التي أوصت بعدم وصفها للمريض أو استخدامها في تحسين نسب الحمل.
وبين الدكتور ملحم أهمية هذه الرسالة التي يجب إيصالها بناء على فهم الفيزيولوجيا الطبيعية لهذه العوامل بين مولدات الأكسدة ومضادات الأكسدة وأنها في حالة توازن طبيعي في الجسم فإنه عندما نعطي مضادات الأكسدة تنخفض نسبة الجذور الحرة الطبيعية التي لها فوائد وخاصة عندما تعطى بدون قياس أو بدون معرفة المستوى ونوعية مضاد الأكسدة الموجود فهذا يؤدي إلى خلل في التوازن ويفقد الدواء فائدته. لافتاً إلى أنه حتى الآن لا يوجد شيء يشير إلى معرفة قياس ومستوى مضادات الأكسدة إذا انخفضت ما هو مصدرها وبالتالي إبقاؤها بشكل عشوائي يؤدي إلى عدم التوازن وهذا يسيء إلى الفائدة من الجذور الحرة.
الدكتور محمود العريان من مشفى العريان طرح دراسة إحصائية أقامها من خلال متابعة المرضى في عيادته حول أسباب الإجهاض المتكرر في الشمال السوري. معتبراً أنها دراسة عملية فعلية وليست منقولة من النت وجميع أضابير المرضى موجودة في العيادة. أما عن النتائج فقد بين العريان أن هناك 50% من الحالات لم نصل إلى أسباب الإجهاض المتكرر لديها و50% استطعنا الوصول إلى الأسباب واستطعنا معالجتها مع التركيز على طرق خاصة بالمعالجة والتنويه إلى الطرق الخاطئة بمعالجة الأمراض الإنتانية أو المناعة الذاتية.
وأشار الدكتور العريان إلى حالات الاستفادة في معالجة تشوهات الرحم أو الأمراض الانتانية التي تسبب الإسقاطات أو أمراض المناعة الذاتية المنتشرة لافتاً إلى المشكلة المتعلقة بنقص تحاليل الصبغيات التي تكشف سبب الإسقاطات نتيجة التكلفة المرتفعة والقصور بالمخابر. وعليه كانت التوصية الأساسية لكل سيدة قبل الحمل هي التأكد من عدم وجود تشوهات في الرحم وأخذ جرعة كافية من فولد أسيد لمدة ثلاثة أشهر لتخفف نسبة التشوهات أثناء الحمل ومتابعة الحالة وخاصة إن كان لديها قصة أمراض أساسية مثل السكري والضغط وأمراض الغدة الدرقية وهي مشكلات تسبب إسقاطات متكررة ويمكن معالجتها بكل سهولة.