تظهر خريطة رأي أغلبية المدخنين أن أول سيجارة كانت مع الأصدقاء ومن باب التجريب والفضول أوالتباهي وإثبات الرجولة وكسب رهان التحدي، وتضمنت آراء البعض عتب ولوم الآباء الذين أدمنوا التدخين وأوقعوا الأبناء في هذا الفخ بسبب محاكاتهم وتقليدهم لهم.
أما أكثر الإغراءات تأثيراً وجذباً ولاسيما لجيل الشباب نجدها في مشاهد تمثيلية متقنة الأداء شكلاً وطريقة في تعاطي التدخين ..ففنجان القهوة بجواره علبة السجائر والولاعة وأي نقاش يزداد حدة يكون إشعال السيجارة هدنة للهدوء ومن ثم استئناف الحوار .
تشتد يوماً بعد يوم الحملة العالمية للإقلاع عن التدخين وتتعدد شعاراتها ونرفعها اليوم بمناسبة (اليوم العالمي للامتناع عن التدخين )بدءاً من التدخين ضار بصحتك مروراً بسيجارة واحدة تساوي يوماً من عمرك وانتهاءً بالتدخين سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين والسرطان.
ندوات وورشات وتوصيات للإقلاع عن هذه العادة وهي من أسوء عادات الإنسان وأكثرها ضرراً مادياً وصحياً وبيئياً، وفي إحصائية بسيطة وبالعين المجردة لأعقاب السجائر على أسطح المنازل والأدراج والأزقة، ندرك حجم وخطورة هذه الظاهرة التي استطالت لتشمل الأطفال، وهم أمل الغد وبناته ما يلقي على عاتق الكل مسؤولية تقليصها وتطويقها، وأكثر القرارات جدوى وفاعلية للامتناع عن التدخين هي القرارات الذاتية الضميرية الأخلاقية انطلاقاً من أن المدخن الذي يعتقد أنه يحرق سيجارته لتنجلي همومه وأحزانه، بالحقيقة هي التي تحرق صحته وجيوبه ومن حوله أيضاً، وعندما نمتلك الإرادة نتغلب على أي عادة نريد، بعيداً عن التسويف والمماطلة والتأجيل.