مشاركون في محاضرة حول التراث الفلسطيني: المشروع الصهيوني يريد طمس هويتنا وتاريخنا

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
يعد تراث أية أمة أو وطن أو شعب والتمسك به أساس وجوده، وقوة حاضره ومنبع حضارته، وهو الذي ينقل عاداتها وتقاليدها وعلومها وآدابها وفنونها من جيل إلى آخر، وشرطاً من شروط تخليد الحضارة العريقة للأمة، وخصوصاً في مواجهة عدوان مثل العدوان والاحتلال الصهيوني الذي لا يستهدف الأرض والحجر والشجر، وإنما يستهدف التاريخ والتراث والهوية والدور والحضارة الفلسطينية والعربية، مما يزيد التحدي العربي في مواجهة أعتى وأشرس احتلال واستعمار عبر التاريخ.
(التراث وأهميته في التصدي للمشروع الصهيوني التهويدي)، كان موضوع الندوة السياسية التي دعت إلى عقدها مؤسسة القدس الدولية (سورية) واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وتحالف القوى والفصائل الفلسطينية المقاومة، وذلك في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة اليوم الأربعاء.
وقد ألقت الدكتورة نجلاء الخضراء الباحثة المتخصصة في التراث الشعبي الفلسطيني محاضرة حول التراث الفلسطيني ودوره في التصدي للاحتلال الإسرائيلي، وأدار الندوة الكاتب والصحفي الفلسطيني إبراهيم أبو ليل، الذي أشار إلى أن الندوة تتزامن مع الذكرى الـ 75 للنكبة، هذه الذكرى الأليمة التي أراد منها الصهاينة اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وحقوقه وذاكرته وتاريخه، وقال: لقد راهن الصهاينة على نسيان أجيال الشعب الفلسطيني وموت الأجداد والآباء، إلا أن أبناء هذا الشعب استطاعوا أن يستخدموا التراث كسلاح إضافي في مواجهة العدو ويسقطوا رهانه، وردوا على إدعاءاته وأكاذيبه من خلال تواصل نضال الشعب الفلسطيني واستمراره وتأكيد تمسكه بحقوقه وأرضه وتاريخه وتراثه.
وأشار أبو ليل إلى أن حماية التراث الفلسطيني بات أمراً ضرورياً، وأصبح جزءاً من الأمن القومي لأي شعب من الشعوب، وعرض مجموعة من الأسئلة حول كيف استخدم الشعب الفلسطيني تراثه لمواجهة الاحتلال الصهيوني، ومحاولات الاحتلال تهويده لفلسطين وما هي السبل لحمايته من خطر التهويد؟، تاركاً للمحاضرة الإجابة على هذه التساؤلات.
من جهتها، أشارت الباحثة الدكتورة نجلاء الخضراء إلى أن العدو الإسرائيلي ركز في بداية احتلاله وعدوانه على اقتلاع الشعب الفلسطيني ليس من أرضه وحقوقه فحسب بل من تاريخه وتراثه وكل ما يربطه بفلسطين من تراث وحضارة ومسمى.وبينت الباحثة الخضراء في محاضرتها أن كلمة تراث تطلق على مجموع نتاج الحضارات التي تم توارثها من السلف إلى الخلف باعتبارها نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه سواء كانت في ميادين العلوم أو الفكر أو اللغة أو الأدب والفلسفة والدين والفن والعمران والعادات والمعتقدات والممارسات والتفاعلات مع البيئة.
ورأت الدكتورة الخضراء أن محاولات تشويه التراث بكل أنواعه وإلغائه هي هدف رئيس من قبل المشروع الصهيوني التهويدي لإلغاء الشخصية العربية وهويتها الحضارية من خلال محاولاته تسجيل المدن التاريخية الفلسطينية على لوائح التراث الثقافي في منظمة اليونسكو على أنها يهودية لإقناع العالم بصحة الرواية الإسرائيلية حول الإدعاء بأن فلسطين هي وطن للمستوطنين الإسرائيليين.
لذلك دعت الباحثة الخضراء إلى التصدي لهذا الأمر بصفته أخطر أنواع الغزو الثقافي ومحاولة الاحتلال تثبيت إدعاءاته وأكاذيبه الصهيونية، لافتة إلى ضرورة الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية والتراث الشعبي الفلسطيني بكل أوجهه الفكرية والفنية والثقافية لحماية حقوقه وتاريخه وهويته وحضارته وفنه ورموزه الوطنية، ومقدساته الدينية التي توثق نضال الشعب الفلسطيني وبطولاته وتاريخه عبر الذاكرة الجمعية الوطنية لفلسطين.
كما دعت إلى إحياء التراث الفلسطيني والتمسك بخصائصه الفنية وإظهار أصالته باعتباره أساس صون الشخصية والهوية الثقافية للأمة والشعب من نشر العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات على المواقع الإلكترونية وفي عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية لاسيما دراسات ترتبط بهذا التراث مثل الحديث عن شجرة الزيتون وأهميتها الاجتماعية والاقتصادية والطبية والتراثية والصناعية، وكذلك دراسات وكتب متنوعة بعناوين التراث والتربية وأبحاث متعددة عن الحرف وعن المدن الفلسطينية.
وأشارت الخضراء إلى التمسك بالتراث والمحافظة عليه من الضياع والذي يسعى إلى ترسيخ الهوية الثقافية الخاصة ببلده وشعبه، حيث يقودنا البحث الثقافي إلى التعرف على عظمة تاريخنا وروعة الحضارات التي عاشت على أرضنا ما يخلق نوعاً من الوعي الشعبي بأهمية التراث وقيمته الثمينة.

وتحدث عدد من الحضور، فأكد الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) على أهمية المقاومة التراثية والحضارية للمشروع الصهيوني، مشيراً إلى أن الحرب اليوم على التراث الفلسطيني حرب ثقافية ويريدون سرقة التراث والثقافة الفلسطينية، واقترح أن يقام أسبوع للتراث الفلسطيني في الداخل وفي الشتات وفي كل ساحات الوطن العربي للمحافظة على التراث الفلسطيني وصونه من التهويد والضياع.
ونوه الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية بأن التراث جزء من الذاكرة، والذاكرة جزء من الهوية، والعلاقة بين التراث والهوية علاقة عضوية وأنه نظراً لما يواجهه الشعب الفلسطيني من التهويد والتهجير تكمن أهمية جمع التراث الشعبي الفلسطيني وحمايته، لأن فقدانه وضياعه يعني فقدان الهوية وفقدان الملامح الفلسطينية المتوارثة، خصوصاً بعد أن قام الاحتلال الصهيوني بسرقة التراث الفلسطيني وتسجيله في منظمة اليونسكو باسم ما يسمى “إسرائيل”.
بدوره اقترح عبد الفتاح إدريس عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والدكتور عبد الله الشاهر عضو اتحاد الكتاب العرب بإقامة فعاليات ومعارض لنشر التراث الفلسطيني والتعريف الدائم به في كل مكان تورث للأجيال القادمة.
حضر الندوة الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) والدكتور صابر فلحوط رئس اللجنة الشعبية السورية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية ولفيف من الباحثين والإعلاميين والمهتمين.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص