من تحت طاولة القمة العربية في السعودية تخرج واشنطن معفرة الرأس الدبلوماسي لتنقض على المشهد السوري خاصة بعد أن حضرت دمشق القمة بكلمتها التاريخية ودعت لأن تكون هناك فرصة للعرب في عالم متعدد الأقطاب …فعودة دمشق لمقعدها فوق أصابع واشنطن التي طالما حاولت العبث بالمنظمة العربية عزلت موقف واشنطن واحتلالها للأراضي السورية وفرزتها مع موقف الأوروبيين عن باقي المواقف الإقليمية والعربية وبات وجود الاحتلال الأميركي في الشرق السوري إجراء منفرداً لاتستطيع واشنطن تبريره وتمريره على أنه ضمن تحالفات ومواقف كما كانت تمرره سابقاً، خاصة أن بيان الجامعة العربية أكد على وحدة وسيادة الأراضي السورية وخاصة أيضاً أن القبائل العربية في الشرق السوري والتي لها امتداد للدول العربية صعدت المقاومة الشعبية لطرد المحتل الأميركي، لذلك تحاول واشنطن تكثيف أسلحتها في شرق الفرات ولذلك أيضاً عادت لتعويذة العقوبات على السورية في محاولة لإيصال رسالة يبدو أنها ممزقة ومهترئة الكلمات ..فالمشهد الإقليمي والدولي تجاه سورية لم يعد في مصلحة واشنطن ولم تعد أيضاً سرقة النفط السوري من قبل الأميركيين برخص دبلوماسية في المنطقة بل باتت إشارة استفهام توضع بجانب استراتيجية واشنطن في الشرق الأوسط كله..
تردد أوروبا كالببغاء جمل وتصريحات الإدارة الأميركية وهي إذ تمضي وراء واشنطن في خطط للتعاون لاستعادة نشاط الإرهابيين مجدداً في سورية على خلفية المصالحات الكبرى لدمشق خاصة مع حلفاء الأمس الأميركي، فتغرق أوروبا أكثر في وحل أميركا السياسي التي لاتمل تعويذات الإرهاب، فهي كلما حشرت في خانة سياسية فجرت المشهد بحزام تكفيري على صدور عملائها وبات الجميع يعرف ذلك بل إن موسكو تقوله صراحة بأن أميركا تسعى لاستهدافات إرهابية جديدة في سورية لكن هذه المرة مختلفة فهي بمفردها ولن تجد من يدعم أو يصفق لسياستها وسلوكها هذين في المنطقة العربية والإقليم ككل ولو بالتصريحات.. حتى أردوغان حليفها الخبيث لايبدو حتى اللحظة أنه يرغب باللعب مع الشيطان الأميركي بل يتجنبه رغم أنهما على طاولة الأطلسي ؟!