الثورة – رنا بدري سلوم:
لا يمكننا ونحن نصغي لكلمة النجم دريد لحام إلا ويذكرنا بأنّ الشمس التي كتبَ اسم بلاده عليها منذ عشرات السنين لا تزال تشرق في عينيه ولن تغيب مهما حاول أعداء النور طمسها، لم تكن كلمة وحسب بقدر ما هو انتماء لوطنه،
ومن هنا أراد رفاق دربه في الحزب السوري القومي الاجتماعي المنتمي إلى صفوفه، تكريمه برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح باحتفالية حملت عنوان «دريد لحام مكرّماً» في مكتبة الأسد اليوم، والتي بدأت بعرض فيديو مصور للمحطات الفنية لشخصيات القدير دريد لحام، والتي أثرت بالجمهور بشكل لافت، فمن شخصية عبد الودود في فيلم الحدود، مروراً بشخصية عزمي في فيلم التقرير، وصولاً إلى سامي بمسلسل سنعود بعد قليل، وغيرها من الشخصيات الفنيّة التي لعبها بطريقة مقنعة لامست القلوب والعقول، لم يكن لحام فيها ممثلاً فحسب بل رمزاً للمواطن السوري المتجذر في أرضه مقدساً لترابه.
رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي، وعضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الدكتور صفوان سلمان قال في كلمة التكريم: إن مفهوم الفن عند المؤسس انطون سعادة هو منارة بمعناها الرؤيوي ليس مرآة عاكسة فقط، وقد جمع النجم دريد لحام الأسرة السورية على شاشة صغيرة عارضاً حياتهم اليومية المفرحة والمبكية بقالب درامي جمّله ليكون سهل الوصول والتواصل مع قضايانا، من مسرحية كاسك يا وطن إلى غربة وغيرها الكثير التي أثبت فيها عمق ارتباطه بقضايا الوجود الإنساني.
الدكتور كلود عطيه مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية بين في كلمته أنه وكما أرسلت سورية للعالم حضارة الحرف «أوغاريت» فإنها تسجل كل يوم انتصاراً آخر في الفن والفكر والوعي طالما أن المعرفة هي قوى فنحن على الطريق الصحيح وإن النجم دريد لحام هو المعرفة المتأصلة في وعيه وانتمائه لوطنه.
وفي كلمة لوزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح قالت: سبق للسيد الرئيس بشار الأسد أن قدّم وسام استحقاق من الدرجة الممتازة للقدير دريد لحام تكريماً له، وأنتم كرفاق درب تكرمونه، فالتكريم ليس لشخصية فنية وحسب بل لنهج حياة نفخر به، وسورية اليوم تطوي صفحة الماضي مستفيدة من دروسها وتفتح ذراعيها للأشقاء والأبناء من جميع الدول ليبقى الفن جامعاً لنا مانحاً السعادة والعطاء والإبهار.
أما عنه وقبل أن أدخل في الكلمة سألت القدير دريد لحام، اليوم يقولون في هذا التكريم شكراً لك.. أنت لمن تقول شكراً؟ ، لم يتردد بالإجابة وفي عينيه لغة صادقة « أقول شكراً يا وطني الذي أحياه»، وعن كلمته التي ألقاها أثناء التكريم بدأ بتحية لإيمانه المطلق أن من يحب الناس سيترك في قلوبهم عميق الأثر وهو ما لامسه في هذا التكريم الحافل، ولم ينس أبجدية النضال مستشهداً بقول أنطون سعادة «إن الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة» فحيا شهداء الحزب والجيش العربي السوري والمناضلين لتحرير الأرض والإنسان.
حضر التكريم وزيرة الدولة ديالا بركات، وموسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني من لبنان الشقيق ومن السفارة الإيرانية وحشد من الإعلاميين والفنانين والمخرجين السوريين والعرب.