هو السرك السياسي الغربي يظهر على أطراف الحدث السوري، فيحرك ما أنجزته سورية على الصعيد الدبلوماسي والسياسي عربياً وإقليمياً وحتى دولياً، أصابع الاحتقان في أميركا وأوروبا، فيقفز الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المشهد ليتسلح مجدداً بصواريخ هيمارس في شرق سورية وتحديداً في التنف ودير الزور وقرب أي حقل للنفط والغاز في سورية بحجة واهية مدخلاً الغول الإرهابي مجدداً ليستعرضه في سركه الهزلي، وبأنه يحاربه، ووجود الاحتلال الأميركي ضرورة أمنية لمحاربة البعبع الداعشي الذي يظهر ويختفي في سورية على حسب الحالة السياسية لواشنطن.
لكنها أي هذا الغول الكذبة التي باتت عصية على التصديق وخاصة أنها أميركا الممول الأول والأخير أيضاً لداعش وكل أشكال الإرهاب وألوانه، فالتوقيت للتسلح بهيمارس يوحي برسائل أميركية أكثر وضوحاً، فبايدن لا يريد الانسحاب من سورية في حقبته الانتخابية التي لا تحتمل من وجهة نظره أكثر من انسحاب وضربة على الرأس الديمقراطي، وخاصة بعد خروجه من أفغانستان.
وهو أيضاً لا يطيق مشهد التقارب بين دمشق وأنقرة، لذلك يغيظ أردوغان بمزيد من الدعم لقسد الانفصالية، وبباله ضرب أي مصالحة سورية تركية بالعرقلة ووضع العقبة القسدية أمام أنقرة، ناهيكم عن أن بايدن يحاول الانتقام من تجاوز الجميع له في المنطقة بما يخص دمشق، سواء في الجامعة العربية أم غيرها، والتضييق أكثر على معدة السوريين وخروجه من حقول النفط السوري التي يحتلها يعني عودة شرايين الحياة والثروات لأهلها وتحسين الاقتصاد السوري.
وهذا ما يخشاه بايدن وخاصة أن المقاومة الشعبية في الشرق السوري بدأت تنضج أكثر وقادرة على طرد احتلاله وإعادة جنوده بالتوابيت، لذلك وأكثر يحرص على التسلح بالهيمارس أمام كل إنجاز سياسي ودبلوماسي لسورية.. أما الأوروبيون فحكاية التبعية لواشنطن باتت أكثر من نكتة، هي تنحدر لدرجة المهزلة وإخراج باريس وبروكسل لدمى ما تسمى المعارضة من الصناديق المهترئة وتحريكها ضمن مؤتمرات ضخمة تمتد من سويسرا إلى باريس ومن ثم بروكسل تحت عناويين متنوعة، ليس المهم فيها العنوان بقدر ما توافر من الظهور والاستعراض ومحاولة إعلان قيامة الأموات السياسية من القرارات والشخصيات للدخول مجدداً إلى المشهد السوري تحت شعارات الحوار والمدنية والنسخ المكررة من مؤتمرات المنح والمنع الأوروبي في بروكسل وغيرها من عواصم أوروبية تحاول تضخيم مؤتمراتها بزيادة بطاقات الدعوات، بينما تضل في عماها السياسي عن العنوان الدبلوماسي الصحيح، والذي يجب أن تدعو إليه أصحاب الشأن والشرعية في سورية، ويجب أيضاً قبل أن تتظاهر أمام عدسات الكاميرات بخوفها وحرصها على السوريين أن ترفع عنهم العقوبات، فالمتسولون على أطراف مؤتمر المانحين لا يهمهم دعم الاقتصاد السوري وإنعاش السوريين، بل حريصون على استمرار حصارهم ومحاولات تجويعهم وعدم عودة اللاجئين إلى ديارهم في سورية، بل اللعب بورقتهم والمقامرة فيها أيضاً.