تقرير – دينا الحمد:
بعد مرور نحو 53 يوماً على بدئها، لا تزال الاشتباكات متواصلة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» بالرغم من الهدن المتكررة والتي لم تصمد طويلاً.
وذكرت وسائل إعلام سودانية اليوم أن أصوات الانفجارات والاشتباكات لا يزال يسمع صوتها ودويها في أماكن متفرقة من الخرطوم، لاسيما في محيط مجمع اليرموك للصناعات العسكرية جنوب العاصمة السودانية، وهو أبرز منشآت التصنيع العسكري في السودان.
يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان قوات «الدعم السريع» في بيان «السيطرة الكاملة على مجمع اليرموك ومستودعات الذخيرة.
ونشرت «الدعم السريع» على حسابها في «تويتر» فيديو قالت إنّه «من داخل المجمع»، يظهر فيه عناصرها وهم يحتفلون داخل مخزن تتكدس فيه البنادق الرشاشة ومدافع الهاون وكميات هائلة من الذخيرة.
وفجر اليوم سمعت أصوات انفجارات هائلة ومشاهد ألسنة النيران تندلع من مجمع اليرموك، الذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة.
وأسفر النزاع عن مقتل ما يزيد على 1800 سوداني، إلا أنّ الأرقام الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية، وبحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفاً عبروا إلى دول مجاورة.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار، بما يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
والأسبوع الماضي، انهار آخر اتفاق للتهدئة، بعد التوصل إليه بوساطة سعودية-أميركية، على هامش مباحثات استضافتها مدينة جدة السعودية، وأعلنت الرياض وواشنطن تعليق المباحثات، لكنها دعت الطرفين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
هذا وشاركت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء 280 طفلاً و70 مقدم رعاية، من دار أيتام بالخرطوم، بعد تضرّرها بسبب القتال المشتعل، إلى مكان آمن خارج العاصمة، وبعد وفاة أكثر من 70 رضيعاً وطفلاً بسبب الجوع والمرض خلال الشهرين الماضيين.