الثورة:
أكد السفير السوري لدى روسيا الاتحادية الدكتور بشار الجعفري أن العلاقات بين سورية وروسيا وصلت إلى مرحلة التحالف والأخوة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن الاتصالات السلمية بين شعوب روسيا والعرب تغلبت على أي نزعة عدائية بينهم تاريخياً.
جاء ذلك خلال مراسم الاحتفال بالذكرى 141 لتأسيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وافتتاح ممثلية لها في مكتبة الآداب الأجنبية في العاصمة الروسية موسكو اليوم.
وقال السفير الجعفري: “إن الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين أرسيا في العام 2000 أسس الصداقة بين بلدينا، والتي وصلت إلى مرحلة التحالف والأخوة في السنوات الأخيرة”، معرباً عن الشكر والتقدير لرئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية سيرغي ستيباشين وأعضائها والناشطين فيها على جهودهم لتطوير وزيادة علاقات الصداقة والتعاون بين روسيا والبلدان العربية.
وأوضح السفير الجعفري أن اسمي سورية وروسيا بالعربية والروسية يتكونان من أحرف واحدة وبعدد متساو ولكن بتسلسل مختلف، مشيراً إلى أهمية مكانة سورية التاريخية والدينية بين أقدم الحضارات الإنسانية باعتبارها مهد تلك الحضارات والرسالات السماوية.
وأضاف السفير الجعفري أن سورية هي خلاصة التاريخ الإنساني العالمي، حيث انطلقت منها الديانات السماوية، وأبت إلا أن تعاند عواصف وغزوات وحروب وكوارث ألمت بالشام، وهي تحتضن إرثاً واسعاً من الكنائس والمساجد والمعابد الدينية والأوابد التاريخية والمزارات والأضرحة والقصور والنقوش والجامعات القديمة والبيوت التراثية، وهناك العديد من المقدسات المسيحية المهمة المنتشرة في سورية التي انتصرت على الإرهاب الدولي والقوى التي مولته ودعمته ومنها “إسرائيل”.
وقال السفير الجعفري: “إن أدب الرحلات الذي سبق مدارس الاستعراب والاستشراق بقرون كان له الدور الكبير في تقريب شعوبنا من بعضها البعض في وقت مبكر جداً منذ رحلة ابن فضلان إلى بلاد البلقار والصقالبة في العام 885 في عهد الخليفة المقتدر بالله، وكانت هذه الرحلة أول اتصال ثقافي بين العرب والروس”.
بدورهم أشار المتحدثون في الاحتفال الى أن تعزيز دور الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية يسهم في زيادة تقديماتها الاجتماعية وعطاءاتها المشكورة، ليس فقط في روسيا وإنما في العديد من الدول، ولاسيما في الشرق الأوسط والوطن العربي، وتحديدا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يعاني أهلها من تبعات الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود طويلة بشكل غير شرعي وخلافاً لكل الأعراف والقوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان.
وأضاف المتحدثون أن الجمعية الإمبراطورية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز ثقافة التلاقي والحوار بين الديانات والأعراق والثقافات المختلفة، وهو الدور الذي ازدادت أهميته في عالمنا اليوم مع تنامي ظاهرة التطرف الديني والكراهية للغير، وما ينتج عنهما من ظواهر الإرهاب والإجرام البشع باسم الدين والأديان كلها براء.
حضر مراسم الاحتفال رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية سيرغي ستيباشين ونائبته يلينا اغابوفا ومدير مكتبة الآداب الأجنبية بافل كوزمين والسفير اللبناني شوقي بو نصار وسفير دولة فلسطين عبد الحفيظ نوفل والسفير الأردني خالد الشوابكة وممثل الرئيس فلاديمير بوتين وممثلون عن وزارتي الخارجية والثقافة الروسيتين.
وكانت وزارة الثقافة في روسيا الاتحادية وجهت عبر إدارة مكتبة الآداب الأجنبية دعوة للسفارة السورية في موسكو لحضور مراسيم افتتاح ممثلية للمؤسسة الروسية الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، والمشاركة في ندوة حوار حول موضوع الأرض المقدسة في روسيا وروسيا في الأرض المقدسة بمناسبة الذكرى 141 لتأسيس /الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في روسيا.