مع طلوع كل فجر تستمر العلاقات الاجتماعية بالحركة والتفاعل، وتبنى العلاقات الصحيحة بين أفراد المجتمع عندما تكون على أسس متينة كالصدق والأمانة، ومع هاتين الصفتين نضيف هنا سمة هامة جداً ومطلوبة كي تكون العلاقة أوثق وروابطها أكبر وهي بناء الثقة.
فالثقة المتبادلة تعني بأن النجاح هو النتيجة المنتظرة، التي تحقق الفائدة الجمة التي تعود بالنفع على الأطراف المتشاركة إن كانت بين أفراد الأسرة الواحدة، وأولها وأهمها بين الزوج وزوجته، أو بين الأبناء مع بعضهم البعض، أو بين الأقارب والجيران والأصدقاء وزملاء العمل والدراسة وهكذا دواليك.
وتتبلور الثقة وتتجذر وتتعمق بالصدق بالأقوال والأفعال لأن الثقة يفسدها الكذب وهنا يحضرني القول الذي يؤكد ذلك وهو “الصدق أمانة والكذب خيانة” والأبناء يتعلمون الصدق من قدوتهم وهما الأم والأب، فالأمر لا يحتاج إلى شرح ومحاضرات بل السلوك هو الذي يعلم فصدق الوالدين مع بعضهما البعض يجعل الأمر يتعمق سلوكاً عند أفراد الأسرة.
فالشجاعة كل الشجاعة تكمن في الصدق في القول والفعل وهنا تؤتي الثقة ثمارها على الأسرة والمجتمع، وينسحب هذا على العلاقات التجارية بين الشركاء، فالثقة الحقيقية هي التي تجعل التوفيق هو النتيجة المطلوبة، فكم من أشخاص عملوا بصدق وأمانة وثقة استطاعوا أن يمتلكوا قلوب من يعملون معهم فأصبحوا شركاء لصاحب العمل وزاد ربحهم ونمت تجارتهم، وهنا ومن أجمل ما قالوا: “الأمين يشارك الناس في أموالهم”، والسبب هو الثقة التي لا تتزعزع عند المؤتمن الموثوق به، وكم نحزن على أشخاص فقدوا عملهم ودراستهم بسبب الغش والكذب وعدم وثوق من يتعاملون معهم بهم، فالمجد في أي مجال من مجالات الحياة لا يصل إليه الناس إلا بالسجايا الحميدة التي يمتلك ناصيتها، وفي طليعتها الثقة التي يمتلكها أحدنا ونجد ذلك أيضاً عند الطبيب والمهندس والمعلم والمهني والباحث والمؤلف والإعلامي فبمقدار ما تكون الثقة حاضرة بمقدار ما يكون النجاح والتفوق حاضراً وبكل قوة وينعكس ذلك على الأفراد أولاً ومن ثم على أفراد المجتمع ككل، فالأصل أن الثقة موجودة بين الناس وإذا انعدمت الثقة كان الفشل هو المصير المحتوم.
جمال شيخ بكري