تتكرر كل عام آراء الطلاب في نوعية أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية والتعليم الأساسي، ففي الوقت الذي يجد فيه بعضهم أنها سهلة، يرى البعض الآخرصعوبة في حلها ويستغربها، وفي الحقيقة أن صعوبة الأسئلة أوسهولتها تأتي من فهم المادة الدرسية واستيعابها وإتقان فن الدراسة بدافعية ورغبة واستعداد وهدف.
أما عن شكاوي الطلاب من أسئلة يصفونها بالاستنتاجية وغير المتوقعة، فهنا يطول الشرح والاستفسار، لأن مناهج الحفظ الأصم ذهبت إلى غير رجعة بحضرة مناهج حديثة تعتمد مهارات التفكير العليا من استنتاج وتحليل وربط وتفكير ونقد وابتكار ، وبالتالي من الطبيعي والضروري أن يكون التقييم الامتحاني على أساس هذه المهارات وأي تذمر للطالب أو تأفف لن يلقى آذاناً صاغية تعفيه من تحمل مسؤولية تعثره الدراسي.
والتساؤل الذي يفرض نفسه والأكثر إلحاحاً أيام الامتحان.. كيف يركز بعض المدرسين على تلقين الطلاب المسائل المتوقعة والموضوعات المهمة في جلسة امتحانية مكثفة تشتت وتشوش الطالب، بين المطلوب والمحذوف، بين المتوقع والمستبعد، تخمين وتوقع أسئلة تعزف على وتر قلقهم وخوفهم وضيق وقتهم، فكم من طالب باءت جهوده بالإخفاق بسبب اعتماده وتركيزه على موضوعات وعناوين معينة دون غيرها.
كما لا يمكننا إغفال الدور الكبير للآباء في التحصيل الدراسي لأبنائهم وليس المقصود أن تسهم الأسرة في نجاحهم بطريقة صناعية مفتعلة مثلما يحدث في الدروس الخصوصية، بل المقصود امتلاك القدر اللازم من المعارف والمهارات المتجددة التي تساعد على فهم سلوك أولادهم وتفسيره، ثم مساعدتهم على عمليات التحصيل الجيد والأداء الدرسي السليم، بحيث يرتفع المستوى الحقيقي لتحصيلهم بطريقة طبيعية تراكمية تبدأ من بداية العام وليس قبيل الامتحان ويقتصر دورهم على التوجيه والمتابعة والتحفيز لا المراقبة والتهديد والوعيد.