بعد فوات الأوان

تصريح يحمل الكثير من المؤشرات والدلالات نشر قبل أيام في صحيفة الثورة نقلاً عن مدير كونسروة دمشق مفاده بالحرف أن الشركة لم تستجر كميات من الفول والبازلاء لتعبئتها بسبب عدم توافر العبوات المعدنية التنك المستوردة والخاصة بالتخزين.

نعم بكل بساطة عدم توافر العبوات يحول دون استثمار موسم الفول والبازلاء الوفير هذا العام ويهدد ربما بحال عدم القدرة على تأمين العبوات موسم الفواكه كالمشمش والبندورة والفريز وهي من أهم المنتجات المصنعة بالشركة وعرفت بها لسنوات وكان لماركتها الشهيرة مكانة مرموقة عند المستهلك السوري لجودتها وثقته بها، وبهذا الكلام تبتعد الشركة عن تنفيذ أحد أهم مبررات إحداثها وهي تصنيع فائض المحاصيل الزراعية (خضار وفواكه وبقوليات) وتصريفها في الأسواق الداخلية والعمل على إيجاد أسواق خارجية وإنتاج مختلف أنواع الكونسرة.

في المبررات العديدة التي تقدم هنا والتي دفعت بتقديم أسباب فشل واحدة من أهم شركات المؤسسة العامة للصناعات الغذائية والتي تعد بدورها من أهم مؤسسات القطاع العام الصناعي لا يمكن تجاهل الأسباب الموضوعية كالروتين والبيروقراطية وبعض القوانين التي تقف دون تأمين مستلزمات العملية الإنتاجية ومنها ضعف التقدم للمناقصات المعلنة من القطاع العام لتذبذب سعر الصرف وخوف المستوردين من الخسارة وهو مشكلة حقيقية تتطلب بالفعل العمل على تجاوزها من الجهات المعنية.

وبالطرف المقابل من غير المقبول تقديم معوقات وأسباب عدم القدرة على تخزين أحد المواسم الزراعية بعد انتهاء موسمها رغم الحاجة لها خاصة بالنسبة لبعض الجهات العامة، وكان الأجدى بإدارة شركة الكونسروة وغيرها العديد من شركات القطاع العام الصناعي التي تواجه مشاكل وصعوبات مماثلة وربما تفوقها وكانت وراء تراجع الإنتاج في العديد منها وخسارة بعضها الآخر وحتى توقف بعضها عن الإنتاج رغم الحاجة الماسة لمنتجاتها ومنها معمل سكر سلحب وإطارات حماة أن تعمل على حل المشكلة وطرح أكثر من سيناريو لتجاوزها قبل بدء طرح الموسم ووضع الجهات التنفيذية أمام مسؤولياتها.

استمرار انحدار مؤشرات الإنتاج وتفاقم صعوبات ومشاكل العديد من منشآت وشركات ومؤسسات القطاع العام الصناعي وغيرها دليل واضح على خسارة جولة تحويلها لأدوات وأذرع قوية بيد الدولة للتدخل بالسوق لصالح المستهلك لا بل وأن تكون تاجراً يتمتع بكل مقومات وعوامل نجاح العملية التجارية وهو بالفعل ما نحتاجه بهذه المرحلة ولكن وكما يقال خسارة جولة لا تعني خسارة كامل الجولات ويمكن العمل على تقليل عدد العصي التي تعرقل العملية الإنتاجية وصولاً لإزالتها كاملة عبر منح مرونة ومزايا لإدارات الشركة والتدخل المباشر لحل مشاكلها على أن تعمل الإدارات بمسؤولية ومهنية عالية وبخطط وبرامج زمنية واضحة وفاعلة.

آخر الأخبار
فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري سقاية مزروعات بمياه الصرف الصحي بريف دمشق إزالة التجاوزات على خط دفع مياه الأشعري المغذي لمدينة درعا ألمانيا تجدد التزامها بالدعم الإنساني في سوريا مجلس الأمن يناقش تقرير الأمم المتحدة حول استمرار تهديد داعش في سوريا والعراق دعوات للإفراج عن المتطوع حمزة العمارين المختطف في السويداء الرئيس الشرع يستقبل وفداً من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين أسماء الأسد.. من «وردة الصحراء» إلى نموذج للنهب والفساد بإشراف وزارة الدفاع.. انطلاق أعمال إزالة الألغام في ناحية سنجار بريف معرة النعمان حملة لتعبيد الطرق وتحسين البنية التحتية في ريف دمشق "محافظة حلب" تشدد على منع التدخين في الدوائر العامة