منذ أن باشر المدربان الهولنديان مهامهما مع منتخباتنا الكروية، كان أحدهما صامتاً، والآخر كثير الكلام..، فكثير الصمت لم نعد نسمع عنه شيئاً، وقيل إنه أعفي من مهامه وانتهى عقده بعد فشله في المهمة التي أوكلت إليه، وبقي الثاني مارك فوته، ذلك المدرب كثير الكلام، في كل مناسبة تحمل صفة التنافس، إن كان في غرب آسيا أو بطولة آسيا للفئات التي يتسلمها شباباً وأولمبياً، يطل علينا بأقوال وتصريحات بعيدة عن الواقع والمنطق وكلها ذات كلمات رنانة وتعابير قوية تقع في آذان المستمعين فتدهشهم كونها ترمي إلى إحراز لقب، أو الفوز ببطولة، أو الارتقاء إلى درجات أعلى، إن كانت المناسبة تصفيات، وفي كل مرة يعيش المتابعون في فضاء الأحلام ويتوقعون من ذلك المدرب الكثير وينتظرون الإنجاز حتى تنتهي المناسبة ويصابون بخيبة أمل، وكل ما قيل يذهب أدراج الرياح وينطبق القول على قائله:اسمع جعجعة ولا أرى طحيناً.
هذا هو حالنا مع المدرب الهولندي الذي يثبت مناسبة تلو الأخرى أنه كثير الكلام قليل الأفعال نتائجه في المباريات سيئة وآخر إنجازاته المفاجئة كانت غرب آسيا وفي مباراة منتخبنا الأولمبي تحت 23عاماً مع منتخب فلسطين وخسر كما هي العادة وكان المدرب قد صرح بأنه قادم إلى بغداد ليس للسياحة وإنما من أجل البطولة، وإذا به ومن أول خطوة ينهار جدار كلامه وتبقى مهمتنا في البطولة صعبة جداً بتجاوز الدور الأول والوصول إلى مرحلة متقدمة.
ما يريد المدرب أن يقوله هذا من شأنه أما شأننا نحن المتابعين فهو شيء آخر، نحن نريد مع العاشقين لكرة القدم السورية، إنجازات وانتصارات والذهاب إلى أبعد مدى ممكن في البطولة التي نشارك بها، وما يحصل أن هذا المدرب منذ أن تسلم الراية لم يقدم لنا شيئاً مما نحتاجه ونريده، ونتعجب من السبب في الإبقاء عليه ؟!ولو كان مدرباً وطنياً فهل يصبر اتحادنا الكروي على ما يحصل من قول وعدم فعل؟! كلنا نعلم أن الصبر ضعيف أمام مدربينا الوطنيين حين يخسرون، فلماذا الصبر على الهولندي صاحب الكرة الشاملة التي لم نرَ منها حتى اسمها !!
إنه لأمر غريب وعجيب، أن نبقي على هكذا مدرب وهو لم يقدم لنا منذ أن جاء إلا خيبات الأمل والخروج من المنافسات وبشكل مزعج !!
لن نقول كل ما نريده في هذه العجالة لأن أمام منتخبنا مباراة قادمة مع منتخب إيران، وكل ما نتمناه أن تتغير الأحوال ويعود منتخبنا من بعيد ليس بفعل المدرب الهولندي، وإنما بحماسة وصدق انتماء اللاعبين لبلدهم، فإن فعلوا فلهم الفضل في الإنجاز، وإن لم يفعلوا، فسيكون السبب مدربهم الذي يمثل عالة عليهم كما هو عالة على كرتنا..!!؟