ثورة أون لاين-رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم:
تعود الدفاتر المخبأة في الوجدان السوري إلى الواجهة اليومية، وقد أمطرت السوريين بسيل من التداعيات والحكايات، بعد أن أخلت من أوراقها ما كان اعتيادياً أو تقليدياً, ليدرج السوري في يومياته حكايات إضافية من الإدراك بعظمة التضحية في وهج وجوده وأَلَق الانتماء لهذه الأرض.
دفاتر تخرج إلى العلن الذي يُجمع عليه السوريون دون تردّد، فجاءت على ألسنتهم وبمختلف شرائحهم الممتدة في العمق السوري بلغة السوريين وبتعبير السوريين، وقد اشتقّت مفرداتها من الأرض التي احتضنتهم.. وصولاً إلى الجبال والروابي التي افترشوها دفاعاً عن كل ذرة تراب، لتكون حديث القلب إلى القلب في يوم الجندي العربي السوري .. يوم الجيش العربي السوري.
ومع هذه الدفاتر يعود الحديث عن حماة الديار.. وعن الجيش العربي السوري في يومه، وقد رسموا على ظلال الوطن وفي كل وجدان فيه رواية تضحية وحكاية انتصار وفصل حبّ للوطن والأرض، ومقطعاً من العشق الأبدي لتلك الثرى الممتدة.
في يوم الجيش العربي السوري تبدو المقاربات غير تلك التي اعتادها السوريون في كل يوم، وعلى مدار عامهم، وفي كل فصول سنواتهم الماضية، وقد تعرّفوا على تقاسيم وجوههم، وحفظوا عن ظهر قلب ملامح تصميمهم، وبصموا لهم على راياتهم المرفوعة بهمم التضحية والعطاء والبذل دون حدود، في حين كانت البطولات الفردية والجماعية تحكي قصصاً أخرى لها طابع الحقيقة التي يُفاخر بها كل سوري.
من تلك القصص تنسج اللوحة السورية تفاصيل المشاهد اليومية وجزئيات حكاية كل ساعة، وربما كل لحظة، ويحاول السوريون اليوم أن يقتربوا من عتبة الإعجاز الذي سطّرته سواعد وبطولات الجيش العربي السوري، التي تتصدّر حديث الأكاديميات ومدارس وكليات العلوم العسكرية على المستوى العالمي، والتي ستكون يوماً منهجاً إضافياً للتدريس وربما للاعتماد في فنون الكفاءة العسكرية.
لسنا بوارد الاستعراض السياسي والعسكري وقد وثّقته تلك البطولات، لكنه يفرض حضوره ويُملي أجنداته وشروطه، ويُطلق في الأفق السوري حكايات تتجذّر في ذلك الوجدان الذي يعيد قراءة الأبجديات على مسمع الكون ومرأى العالم، ويرسم على لوحة الوطن آخر ما أبدعته قدرة الجيش العربي السوري، وما حققته بطولاته في ميادين لم تكن واردة في قواميس الحروب ولا هي مدرجة في معاجم المواجهات.. قديمها وحديثها.
في عيون السوريين ترتسم تلك المشاهد، وفي ذاكرتهم تحمل ملفاتها وأوراقها، وتستوطن شغاف قلوبهم بعد أن حفرت أخاديد حضورها في مجرى وجودهم وعلى ضفاف حياتهم المتنقلة من مواجهة إلى مواجهة ومن جبهة هنا إلى أخرى هناك، ومن عدوّ بلبوس طامع أو إرهابي أو مرتزق أو محتل غاصب، إلى أعراب ارتدت أثواب الخيانة والغدر والطعن علناً ودون حرج أو خجل، وقد أملَت عليها أدوارها ووظائفها الوجودية أن تكون عارية حتى من ورقة التوت.
من تلك البطولات ينسج السوريون يومياتهم.. يخطّون أسطراً في دفاترهم الجديدة بعد أن أفرغوا في دفاترهم المخبأة كل ما راكمته إنجازات الجيش العربي السوري وهي تسطّر المترادفات لإرادة المواجهة، وقد احتضنتها عزيمة الإيمان بالانتصار والثقة بقدرات وطاقات السوريين الموغلة في عمق الحياة والممتدة في جوهر هذا الوجود السوري.
a.ka667@yahoo.com