الثورة – ناصر منذر:
وسط انسداد الأفق لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تتصاعد المعارك والاشتباكات بين الطرفين مخلفة المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، فيما يدور الحديث عن إمكانية عقد هدنة جديدة لأسباب إنسانية، علما أنه تم حتى الآن عقد أكثر من 10 اتفاقات هدنة برعاية سعودية أمريكية، ولكن سرعان ما يتم انتهاكها وسط تبادل التهم بين طرفي النزاع، وكذلك من دون أن تمهد تلك الاتفاقيات الطريق لوقف دائم لإطلاق النار، والشروع بعملية سياسية تنهي معاناة الشعب السوداني الذي يدفع ثمن المعارك الدائرة من أمنه واستقراره.
17 شخصا بينهم 5 أطفال لقوا مصرعهم اليوم إثر ضربة جوية في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حسبما أفادت وكالة سبوتنيك نقلا عن السلطات الصحية السودانية.
وأعلنت إدارة الصحة في الخرطوم أن منطقة اليرموك في منطقة مايو جنوب الحزام تعرضت لقصف جوي سقط على أثره عدد من الضحايا المدنيين.
وأضافت إدارة الصحة أن “التقديرات الأولية تشير إلى سقوط 17 قتيلا من بينهم 5 أطفال ونساء ومسنين، كذلك تم تدمير 25 منزلا.
وسائل إعلام ذكرت في هذا الصدد أيضا أن الطائرات الحربية الاستطلاعية تحلق في سماء الخرطوم، وتسمع أصوات المضادات الأرضية جنوب أم درمان ووسط وغرب الخرطوم وإطلاق نار متقطع.
وتحدثت تقارير محلية سودانية عن مقتل 5 مدنيين بالخرطوم جراء القصف المدفعي المتبادل البارحة في عدد من المناطق، فيما اتهمت قوات الدعم السريع في بيان، الجيش السوداني بأنه قتل 2 من منسوبيها.
إلى ذلك، انقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل عن مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور ومعلومات شحيحة عن الأوضاع هناك بعد مقتل حاكم الولاية.
وأفادت معلومات متداولة “لم تصرح بها جهات رسمية” عن طرح مشروع هدنة جديدة بين الجيش والدعم السريع لمدة 72 ساعة.
وفي وقت سابق من اليوم، دعا الجيش السوداني المواطنين لمغادرة منازلهم القريبة من مواقع تمركز الدعم السريع.
ووجّه ياسر عطا عضو المجلس السيادي نائب قائد الجيش السوداني، نداء عاجلا إلى المدنيين بمغادرة منازلهم المجاورة لمواقع قوات الدعم السريع.وقال في مقطع مصور نشرته وسائل إعلام محلية، إن الجيش سيعمل على تدمير قوات الدعم السريع في كل مكان توجد فيه، بما في ذلك المنازل التي تسيطر عليها.
وأضاف: “ندعو السكان إلى الابتعاد عن المنازل التي تسيطر عليها ميليشيات الدعم، لأنه ستتم مهاجمتها في كل مكان”.
وكانت السعودية قد صرحت، في وقت سابق، بأن كلا من المملكة والولايات المتحدة الراعيتين للمفاوضات بين الجانبين، حريصة على استمرار المباحثات والحوار بين ممثلي القوتين العسكريتين.
وأشارت إلى أن وفدي الجيش والدعم السريع موجودان في جدة رغم تعليق المحادثات قبل أيام، مؤكدة أن المملكة وأمريكا متمسكتان بالتزامهما تجاه الشعب السوداني.
وتدور منذ 15 نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بأنحاء السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
ويحاول كل من طرفي النزاع السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.