جنين ليست وحدها

ليست وحدها جنين فيما كابدته من هول الاحتلال، فالأنفاس حُبست والعين رحلت نحوها في كل يوم تعرضت فيه للعدوان الصهيوني، فلكل من اسمه نصيب، و”عين جنيم” الاسم الكنعاني القديم لجنين والذي يعني عين الجنائن يدل على خصوبة هذه الأرض، والاحتلال يريد تدمير هذه الخصوبة واقتلاع الحياة منها.

نهج الاحتلال التدميري واضح، وليس من المنطق استسهال أفعال المحتل التي تمتد بعد القصف والقتل والتدمير لاقتلاع الأشجار، فالهدف من ذلك إجبار أصحاب الأرض على تركها، وليس من الحكمة بمكان الخضوع لإرادة المحتل مهما بلغت الأثمان، وهنا يجب التمسك بالأرض والتحصن بها، وزراعتها وعدم إفساح المجال للاحتلال وقطعان مستوطنيه بفرض سياسة الأمر الواقع وتمرير مخططاتهم الاستيطانية.

من تابع مجريات الحرب على جنين يرى التسويق الإعلامي والتضليل الذي اتبعه المحتل للحشد لأهداف ما بعد الحرب، فقد أظهر المحتل نفسه في موقع الضحية التي ترد على الجلاد، متجاهلاً أنه القاتل والجلاد، ودائماً العدو الصهيوني عندما يشن عدواناً على الضحية الفلسطينية يحاول أن يقنع العالم أن الحرب كانت متكافئة وبين جيشين.

سيل القصف العنيف الذي خلفته الآلة العسكرية المجنونة للمحتل داخل جنين قوبل بالمقاومة التي ما زالت مقاومة عنيدة وصابرة، والعدو ما زال عدواً متغطرساً، والمعركة لا شك طويلة جداً وفي نهاية الأمر لا بد أن تنتصر المقاومة، فالوحش لا زال وحشاً ويزداد شراسة وضراوة ولن يكف عن تكرار المجزرة في جنين وغيرها بأبشع منها.

الكيان الصهيوني وحش ضارٍ يقتل الطفولة والأمومة وأي معنى إنساني، ويعيش على خراب العالم ودفن أي لحظة إنسانية تتوقد، وما من مفر من مجابهة هذا الوحش وإصلاح ما أفسده في الأراضي المحتلة، ولن تكون المهمة سهلة فالدعم الغربي الذي تتصدره الولايات المتحدة على أشده، والكيان في أعلى درجات ساديته وحقده على أصحاب الأرض والتاريخ.

مقاومة الوحش الصهيوني واجب قومي وعربي، فلنعمل معاً لدعم الشعب الفلسطيني، ليعلن المقاومة على كل شبر من أراضيه، وهذه مسؤولية يجب أن ينخرط فيها الجميع على امتداد الرقعة العربية الكبيرة، فعين المحتل تترصد الجميع ويختار الضحية تلو الضحية لإرواء نهمه للتوسع والقتل وقضم المزيد من الأراضي العربية.

سنقاوم ونحن نعلم أن المعركة طويلة، وطويلة جداً وفي نهاية الأمر لا بد أننا سننتصر، وهذه من أبجديات المقاومة على مر التاريخ والعصور وفي أي مكان وزمان، فالمقاومة هي الحياة التي تعلن انتصارها مع إشراقة كل يوم، ومع ولادة كل حلم لطفل يريد المحتل قتله وسحق جسده الغض، لكن معنى الحياة يتوقد ويخرج مع الدم لتنبت معه الأشجار التي يريد الاحتلال اقتلاعها بعد قتل الأجساد وتدمير البلاد كما يفعل اليوم بعد عدوانه القبيح على جنين.

منهل إبراهيم

آخر الأخبار
المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس...