الثورة _ رفاه الدروبي:
كان للفنان التشكيلي أسامة دياب حصة في معرض رباعي بعنوان: «في حبّ الشام» ضم معه ثلاثة فنانين «بسام الحجلي وعبير الأحمد يوسف وسلوان قطان» في صالة الشعب للفنون التشكيلية بدمشق، التشكيلي دياب أشار إلى أنَّ أعماله رسمها بتقنيات مختلفة بألوان الإكريليك المائية، وأحبار، وزيتي على الكانفس، وبمقاس متوسط؛ تحاكي عواطف المرأة وهواجسها ومخاوفها، بأسلوب تعبيري واقعي، وبنائيَّة مرصوفة، رصينة التكوين، متماهية اللون أو متناقضة أحياناً وبدلالات وتمائم الأنثى الشامية ومخزون عواطفها وحسنها ولغة جسدها، تكون منتظرة قلقة مترقبة أو مستلهمة، حائرة، ومنفعلة عاشقة توَّاقة، لافتاً إلى أنَّ جغرافيا المكان (الشام) ورشاقة الملابس وطيات السطوح، تأخذ بالمتلقي إلى الحارات والبيوت برائحة الطين على الحيطان اللينة والمتٱلفة بحبٍّ وتلاحم، كما رأى أنَّ المرء يتلمَّس في كل زاوية من سطح اللوحة عبق الشام وياسمينها بينما الراحل في عتمة الطريق صار في نهاية الزقاق مبتعداً تترقبه أنثاه بقلق أصابعها وحزن نظراتها، قطتها رفيقتها في وداع ذاك الراحل، كرسي فارغ وصورة تعلوه غائب أو مغيب، وفتاة سرحت بقلبها بعيداً عن كتابها يترقب ثانٍ يديها لتتصفح دروس الشعر أو حصة التاريخ، بينما أرخى الضياء على صفحة الوجه أثراً بعد أثر على جدار الأعمال الأربعة لتكون جزءاً من مجموعة «ايفا2» تناولها معرض أقيم في صالة عشتار مؤخراً، مبيِّناً أنَّ كثيراً من أعماله الفنية تناولت المرأة وكلَّ ما تجسِّده من حبٍّ وعواطف وهواجس، واعتبرها العنصر الأساس في صياغة لوحاته، إنَّها المدلول الجميل المعبِّر واستطاع أن يحمّله ما يريد من فكرة أو حكاية، ففي كل لوحة قصة وحكاية اتبع فيها «التعبيرية الواقعية» ببساطة الطرح وقوة ووضوح الشكل من دون البذخ والابتذال الرخيص، حتى يستطيع عامة الجمهور قراءة ما يريد واستساغة ما رسمه، وعن الألوان ذكر التشكيلي دياب أنَّ الأزرق أجاد الحضور في حضرة المرأة الشرقية، وفي الأعمال ربما لأنَّه عميق وساكن وكريم فلكلِّ لون له حصة لابأس بها.

التالي