الثورة _ سلوى إسماعيل الديب:
فرقتنا الحرب وجمعنا الفن في تظاهرة فنية رائعة نظمها ودعا إليها ملتقى أورنينا الثقافي بحضور ٤٥ فناناً تشكيليّاً ونحاتاً من مختلف المحافظات في كاتدرائية الروح القدس في مدينة حمص القديمة.
أشار مدير ملتقى أورنينا ريمون كبور إلى أنه المعرض الثامن لملتقى أورنينا، ضم المعرض ٩٠ لوحة من مدارس متنوعة و٣أعمال نحتية ولوحة للفنان الراحل أحمد رحال تخليداً لذكراه ولما قدمه للفن التشكيلي».
رسالة أمل
مطران حمص ويبرود للسريان الكاثوليك جاك مراد: حملت اللوحات الرجاء والتفاؤل ورسالة أمل، لافتاً إلى أن الشعب السوري يستحق الحب والحياة ويدعو دائماً للخير والسلام.
أما الفنان نضال إبراهيم أحد منظمي المعرض فأشار إلى أهمية المعرض وتنوع التجارب والفئات العمرية بين الشباب أصحاب التجربة الواعدة والفنانين الكبار ذوي التجربة المديدة التي اتضحت معالمها فقدموا تحفاً فنيّة.
أما الفنانة نجوى الشريف القادمة من دمشق برفقة ١٤ فناناً وفنانة لتشارك في هذه التظاهرة الفنية، أشارت إلى أهمية التظاهرة في إغناء وتبادل الثقافات حيث شارك كل فنان بلوحة فنية واحدة، استخدموا تقنيات متعددة من إكريليك وألوان زيتية وكولاج اتسمت تجربتها بالتعبيرية مستوحاة من أغنية الراحل صباح فخري «قل المليحة في الخمار الأسود « الأغنية من التراث تناسب المكان الأثري الذي أقيم فيه المعرض وعبرت عن سعادتها في المشاركة.
أما الفنان التشكيلي سليم نوفل فشارك بلوحة عشتار ألهة الخصب والحب والعطاء, أجساد عارية من دون إثارة وقضايا اجتماعية طرحها الفنان معن علي سعيد من خلال أسلوب تعبيري جديد، ارتبطت الأجساد العارية لديه بعزف الموسيقى وتناول الخيانة بكل أشكالها، بلوحة بعنوان:» نخب الخيانة» حملت لوحة أخرى مسحة إنسانية واللوحة الأخيرة بعنوان: «الانتظار» وقسوته، ومما يميز لوحاته عدم الالتزام بمقاييس الرسم بالنسبة للجسد الإنساني.
لوحات متعددة
شارك من سلمية لأول مرة في حمص الفنان التشكيلي كمال الجندي بأربع لوحات بأصغر الحجوم بين لوحته حملت إحداها بساطة الريف صور فلاح وزوجته بأسلوب تعبيري وألوان هادئة، ولوحة أخرى من وحي الحرب تحمل الألم لأم وطفلها، اللوحة الثالثة بعنوان:رحيل، قارب فيها بين عذوبة اللحن والأنثى.
أما النحات المبدع علي فخور فشارك لأول مرة في حمص بثلاث منحوتات من الرخام حصل فخور على جائزة لاندوف الدولي في كوبنهاغن مع كاتلوك صادر عن وزارة الثقافة الدنماركية يحتوي على صفحة خاصة عن مسيرته الفنية على اللوغو الخاص بالمهرجان بعنوان: «أم سعدو» مستوحاة من رواية «أم سعدو» للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني والعمل النحتي جزء من قصص الرواية وقد تم بيعه، قدم في المعرض منحوتة تمثل الجزء الثاني من الرواية وهم أشخاص يستنجدون، بعنوان: «دوامة الجوع» وفي العمل الأخير طرح موضوع الزهد، وللفنان فخور مشاركات عديدة في ليشبونه البرتغال الدنمارك وفي تركيا في القاهرة.
أما مادونا الجرماني من السويداء فشاركت بلوحة واحدة كلاسيكية ألوان زيتية تمثل المسيح والعشاء السري.
ومن المشاركين محمد نظامي من سلمية بثلاث لوحات زيتية عبرت عن الأصالة العربية برسم الحصان العربي، ولوحته الثانية نطقت بالآلام السورية خلال الحرب، وله العديد من المشاركات منها مشاركات إلكترونية في مصر ولبنان والسويد تأثر بأعماله بالمدرسة التعبيرية والواقعية.
ومن دمشق شارك كذلك بلوحة واحدة معتز العمري العضو في اتحاد الفنانين التشكيلين بألوان إكريليك لامست حالات إنسانية في سورية وكانت المرأة حاضرة في لوحاته, ومن الفنانين المشاركين حسام الدين ضاهر شارك بلوحتين لوحة كلاسيكية معبرة من العصر القديم استخدم فيها الريش والسكين بألوان هادئة قوية، وفي اللوحة الثانية جسّد الحاوي من العصور القديمة يعزف للأفاعي.
أما الفنان حمدي سليمان شارك بلوحتين واقعيتين الأولى بعنوان: «تائهون» من وحي الواقع طفلة تركها والداها ربما سافرَ أو هاجرَ، ويحتضنها جداها أما اللوحة الثانية فحملت العديد من التناقضات.