الثورة _ رفاه الدروبي:
شارك أكثر من ٢٧ فناناً سورياً وفلسطينياً قدَّموا ٥٠ عملاً متنوعاً في المدارس والألوان في المعرض التكريمي لروح رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينين الفنان عبد المعطي أبو زيد عنوانه: «فارس الريشة واللون بالتعاون بين وزارة الثقافة واتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينين ضمَّتها صالة المركز الثقافي العربي في الميدان بدمشق.
أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين الفنان غسان غانم أشار بأنَّ الفنانين المشاركين قدَّموا ما بداخلهم لأنَّه أعطاهم كل شيء ممكن أن يأخذه فنان فلسطيني في مجال الفن، واتجهوا نحوه كما يتجه البعض نحو فان كوخ أو بيكاسو يأخذون منه لكن لايستطيعون المتابعة بطريقته فحلَّى لوحاته الوطنية والرموز داخلها متركِّزة بالبناء الثابت والمتراكب مع بعضه البعض لا بخلخله أي شيء باعتباره صاحب تجربة فريدة في لوحاته وأسلوبه المتفرد في الساحة التشكيلية العربية.
وأكَّد مسؤول المعارض في اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينين معتز العمري أنَّ الأعمال المقدَّمة مشغولة بالزيتي وأخرى بالإكريليك ذات قياسات مختلفة تحكي عن الهمِّ الإنساني فالقدس والمدن الفلسطينية عامة إضافة إلى بورتريه للفنان الراحل لافتاً إلى أنَّ المعرض ضمَّ خمس لوحات للفنان عبد المعطي، وجزءاً من خيمة اشتغلها كجداريات لكَّنه لم يكملها.
أمَّا الناقد سعد القاسم فرأى أنَّه جسَّد الاتجاهات الرمزية والواقعية في الفن من خلال رؤى جمالية ترتبط بشكل مباشر بالحدث الفلسطيني لتعيش بين ذكريات الماضي وآلام الحاضر من خلال تكوينات لونية تستمد روحيتها من عبق الأرض والتراث الشعبي والإنسان الفلسطيني الشامخ والشكل السيدة الفلسطينية محوراً أساسياً في أعماله ولتأخذ الألوان وتدرجاتها قضاء لوحاته في وحدات هندسية وتكوينات تراثية إنسانية ترسمها خطوط رشيقة وألوان مشعة.
من جهته الفنان محمود خليلي تناول مراحل تجربته الفنية بدءاً من أول معرض له ومقاربات حول محطات في حياته عندما خرج من حيفا وكان في السنة الثانية من عمره قبل النكبة لتبقى سماؤها وبحرها راسختين في وجدانه.
بدوره الفنان علي جروان تحدَّث عن مشاركته بثلاثة أعمال تناولت «تجليات من فلسطين» ضمن المنهج التعبيري، واعتبرها أهمُّ أعماله في الفترة الأخيرة لأنَّها تضمُّ البيوت المتلاصقة والمتلاحمة المعبرة عن مقدار وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قضيته بألوان الإكريليك وبعضها بالزيتي لكنَّه ركَّز على الأزرق بالإكريليك لأنَّه من أكثر الألوان المحبة لقلبه كونه يرمز للتفاؤل والحبُّ ولون السماء الصافية، وأحياناً خفف من درجة الأرزق حسب ما تطلبه كل عمل وماذا يحكي؟ فإحدى اللوحات تمحورت حول القدس ومقدار المسافة من مكاننا كلاجئين فلسطينيين إلى القدس واعتبرها بمسافة بيت أو مساحته فالعمق بين المنازل والبيوت الموجودة وقبة الصخرة ربما تكون على بعد مسافة من المهجرين وتبعاً لعلاقته بالتكنيك واللون.