تحت مقصلة التعطيش التركي وانتهاكات وجرائم ميليشيا قسد، يرزح أهلنا في الجزيرة الذين يستهدفون من الاحتلال التركي والميليشيا الانفصالية التي تنفذ أجندات الاحتلال الأميركي والأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بحقوق الانسان تتفرج على معاناة أكثر من مليون مواطن سوري يتم تعطيشهم في طقس شديد الحرارة في الحسكة ومحيطها، فلا يتحرك بها ضمير إنساني ولا تثار لها حمية لحقوق تنتهك، وإنسانية تستباح علناً على مرأى الجميع.
فالصمت الأممي معيب، والتخاذل عن نصرة أكثر من مليون مدني يتم تعطيشهم من قبل الاحتلال التركي في صيف لاهب ودرجات حرارة مرتفعة جداً ومخاطر تفشي الأمراض والأوبئة يؤكد أن جرائم الاحتلالين الأميركي والتركي وأدوات إرهابهما لا تجرؤ المؤسسات الأممية المعنية بحقوق الإنسان على إدانتها واستنكارها كأبسط تقدير، وهي التي تفترض مهامها ليس فقط شجب الجرائم التي تمارس طقوسها جهاراً في الشمال والجزيرة السوريين، وإنما الردع والمحاسبة وبتر الذراع المعتدية المتطاولة على القوانين الدولية وسلامة الشعوب.
فتعطيش أهلنا بالحسكة بشكل متواتر بانتهاكات صارخة والإمعان في نهب مقدرات وثروات السوريين وحرمانهم منها من الاحتلال الأميركي يحشر المجتمع الدولي مجدداً في زاوية التواطؤ المريب والخنوع المهين للسطوة الأميركية.
مهما زادت حدة الاستهداف لتهجير أهلنا وتمرير الأجندات الخبيثة، فإن هذه الأرض على مر تاريخها لفظت كل المعتدين وكانت مخرزاً في عيون أطماع الغزاة والمحتلين، فالجغرافيا السورية واحدة موحدة ومترابطة وستبقى مهما ارتفع منسوب الاستهداف، فلن تُستنزف مقاومة وثبات السوريين، ولن تُلوى ذراع اهلنا بالحسكة بتعطيشهم.
المجتمع الدولي، الذي تتسرب من ثقوب صمته وتخاذله الجرائم الأميركية والتركية بحق أهلنا في الشمال والجزيرة ، مطالب بإجراءات فعالة وقرارات حازمة ونافذة توقف ليس فقط التعطيش المتعمد كوسيلة ضغط لتهجير أهلنا عنوة، بل لوقف كل أشكال الإرهاب الممارس على السوريين وتعويضهم عما ألحقته وتلحقه لصوصية الاحتلالين الأميركي والتركي بنهب مقدراته وثرواته من معاناتهم وتضييق سبل معيشتهم.