رئيس فرع التدريب والتخطيط بالإدارة السياسية لـ “الثورة”: عقيدة جيشنا نابعة من إرادة الشعب لصون الهوية والكرامة

الثورة – حوار غصون سليمان:
ثمانية وسبعون عاما وأوسمة المجد لآلىء نور على جبهات الحقيقة، تزين صدور الأبطال يوم ارتقوا بإرادتهم وفكرهم وعزيمتهم ليكونوا في المقدمة بقلب الوطن وذراعه الأقوى ..ففي دائرة الفعل والقرار كان الأول من شهر آب عام ١٩٤٥ اليوم الرسمي لولادة الجيش العربي السوري الذي فرض وجوده رغم أنف المستعمر والمحتل الفرنسي الذي عمل على تسريح وحل تشكيلات الجيش السوري بعد معركة ميسلون واستشهاد قائد تلك التشكيلات البطل يوسف العظمة مع العدد الأكبر من ضباطه ليعيد المحتل في محاولة يائسة تنظيم تشكيلات عسكرية جديدة تحت إشراف قادة عسكريين فرنسيين.. لكن الإرادة الوطنية عند هؤلاء كانت أكبر من كل أوهامهم وأحلامهم الخبيثة إذ رفضوا القرار والتحقوا بصفوف الوطن.
هو الجيش العربي السوري، جيش العقيدة والنضال والنصر، جيش العزة والكرامة، جيش الشعب الذي انبثق منه وإليه يعود الإنجاز.

في حضرة الذكرى الأغلى في ضمير السوريين نطوف في هذه المناسبة على شواهد الكبرياء والانجازات، صروح شيدت بعرق المقاتلين ودماء صانت وحصنت نفوس وأوابد وتاريخ وذاكرة .
وللحديث عن فلسفة وخصوصية عقيدة الجيش العربي السوري وبعض المهام التي يقوم كان الحوار ممتعا وغنيا بكل التفاصيل مع العميد قاسم علي رئيس فرع التخطيط والتدريب في الإدارة السياسية لننطلق من هذا العنوان ونسأله عن هذا الدور وكيف يتم تجسيده على أرض الواقع .
يقول العميد علي إن الإدارة السياسية مسؤولة عن محتوى ومضمون ومفهوم الجيش العقائدي الملتزم بمصالح الشعب وتنمية روح التضحية دفاعا عن الوطن ومصالح أبنائه وغرس روح الثأر في نفوسهم ضد العدو الصهيوني الغاصب وحلفائه من مستعمرين ورجعيين، وإثارة روح المنافسة في التضحية والشجاعة لتحرير الأرض المحتلة وإحراز النصر، وذلك بتشجيع البطولات الفردية والجماعية في معاركنا مع أعدائنا، ونشر هذه البطولات لتكون حافزا للآخرين، من خلال إحياء التراث العسكري العربي بما فيه من بطولات الانتصارات عبر تاريخ العرب الطويل لتحقيق هذه الأهداف.
وبين العميد علي أن إجراء الأبحاث والدراسات من شأنها تطوير العلاقات بين مختلف عناصر القوات المسلحة وهيئاتها بما يتفق ومفهوم الجيش العقائدي، ويساعد على رفع الروح المعنوية، وتنمية المواهب وخلق روح المنافسة البناءة وروح التضحية والابتكار. إلى جانب دراسة المشكلات النفسية والمعنوية والاجتماعية، وإيجاد الحلول المناسبة لإزالة أسبابها، ناهيك عن رعاية ذوي الشهداء ودعمهم اجتماعيا ومعنويا .
ومن المهام الأخرى نقوم بإعداد برامج الترفيه لرفع الروح المعنوية، وتشجيع الإنتاج الفكري والفني في حدود مهمة الإدارة السياسية، وإصدار الكتب والمجلات والنشرات الدورية وغير الدورية حيث عمل الجيش بمؤسساته المختلفة على مكافحة الأمية في القوات المسلحة ورفع المستوى الثقافي للعسكريين.
صورة للوعي الوطني
*جميعنا يعلم حجم الصعوبات التي واجهها جيشنا قبل تشكيله في إطار المنظومة الوطنية بكامل أبعادها المحلية والعربية كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟.
بالحديث عن الجيش العربي السوري فقد كان تأسيسه حلما في أذهان الطليعة الواعية من أبناء الأمة العربية التي تدرك أن الحرية والسيادة لابد لهما من القوة الوطنية المسلحة المقاتلة كي تسهر على حماية أهداف الوطن بغية الوصول إلى تحقيق غاياته النبيلة ورد المطامع والاعتداءات..
وأشار مدير فرع التدريب والتخطيط إلى أن ظهور مفهوم الجيش العقائدي كان بعد ثورة الثامن من آذار بعدما أصبحت القوات المسلحة صورة للوعي الوطني مسلحة بالعقيدة الفكرية واليقظة والالتزام. ثم تطورت عقيدة هذا الجيش بعد الحركة التصحيحية المجيدة لتعزيز مفهوم الجيش العقائدي، وبما يعزز إرادة الشعب ونضاله.
وبالتالي أصبح الجيش هو المؤسسة التي انبثقت من بين صفوف الشعب ومسلحة بالعقيدة الوطنية والقومية التي أعطت رجاله قوة أخلاقية كبيرة جعلتهم ينظرون إلى القوانين والأنظمة العسكرية وأوامر القائد على أنها أوامر الوطن والشعب.
وقد أكد السيد الرئيس الفريق بشار الأسد في هذا السياق على ضرورة تمسكنا بالعقيدة عندما قال:”يجب أن نعتمد على أنفسنا، ولكي نعتمد على أنفسنا يجب أن نتمسك بالعقيدة”.
فالعقيدة القومية للجيش العربي السوري تركز على الالتزام بالقضايا العربية والدفاع عنها لطالما اعتبر هذا الجيش نفسه جيش الأمة العربية ورافعا للواء القومية، والمؤمن بأهداف الأمة.
فالمواطن العربي أصبح يرى الجيش العربي السوري ومن خلال تاريخه النضالي الطويل بأنه جيش الأمة العربية .
عقيدة وطنية وقومية
* سيادة العميد دائما ما يوصف الجيش العربي السوري بأنه جيش عقائدي وبالتالي من الصعب اختراق هذه الخصوصية في وجدانه الوطني والنفسي ما رأيكم في ذلك؟.

إذا ما تحدثنا عن العقيدة الوطنية للجيش العربي السوري فهي تنبع من حالة الإخلاص للشعب، وترتكز على قيم وأفكار القائد المؤسس حافظ الأسد، وقيم وأفكار وتوجيهات القائد العام للجيش والقوات المسلحة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد.
فمنذ الحركة التصحيحية المجيدة ارتبطت عملية بناء قواتنا المسلحة ارتباطا وثيقا بالأفكار، والأهداف، والشعارات والمهام التي جاءت بها حركة نضال الجماهير الشعبية حيث وحد جيشنا نفسه وأدرك طريق كفاحه وعرف رسالته الحضارية واكتسب سمات الوطنية والقومية.
وأضاف أنه في ضوء علاقة الارتباط بين الجيش والجماهير نشأ نظام بناء قواتنا المسلحة وقد تضمنت الوثائق المتعلقة بهذا البناء، جميع الوسائل والتوصيات والتعليمات التي توضح أهداف هذا العمل الوطني الكبير وغاياته، وتؤكد في الوقت نفسه على ضرورة ربط التدريب العسكري ربطا وثيقا بقضايا أمتنا العربية المصيرية، وبمهام تعزيز القدرة العسكرية والاستعداد والجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني وتحرير الأراضي العربية المغتصبة.
وهكذا نجد أن الجيش العربي السوري العقائدي يحمل عقيدة سياسية مركبة، قومية ووطنية تربى عليها منذ تأسيسه وتشكيله وهي حماية الوطن ومصلحة الشعب.
فالمواطن السوري اليوم ينظر إلى دور الجيش العقائدي على أنه الدور المشرف الذي يعتز به كل سوري شريف، وبالتالي كل ما يتعلق بهذا يرتبط بشكل وثيق بالجيش، فهو جيش العرب، والإعمار، وجيش التضحية والفداء.
منتصر من يملك إرادة القتال
* لعله من أبرز عوامل ومقومات الانتصار في أي معركة هو امتلاك إرادة القتال، كيف جسد المقاتل العربي السوري هذه الإرادة ومن أين تنبع ؟.
هنا، يشير مدير فرع التخطيط والتدريب بالإدارة السياسية على أن هذه الإرادة تنبع من عدة عوامل ومرتكزات، أولها.. العقيدة الوطنية لهذا لجيش العربي وبأنه يدافع عن شعبه ويقدم التضحيات من أجل حمايته.
ثانيا ..من عقيدة الشعب الدينية حيث شرعت الأديان السماوية الدفاع عن الوطن والأرض والعرض، واعتبرت من يموت في سبيل ذلك هو حي خالد.
ثالثا.. من التاريخ النضالي للشعب العربي السوري الأبي وتمسكه بأرضه وكرامته واستعداده للموت من أجل الحفاظ على هويته، فهو الشعب الحر والكريم، الشعب السيد والنبيل الذي ناضل عبر الزمن من أجل وجوده وحريته .
وأضاف العميد علي أن البشرية عرفت نوعين من العقائد لا ثالث لهما، هي العقيدة الدينية والعقيدة السياسية، ومن دواعي سرورنا أننا نمتلك العقيدتين اللتين تسيران بخطين متوازيين ونستطيع الاستفادة منهما معا في خلق إرادة القتال .
رابعا.. تنبع إرادة القتال من ثقة المقاتل بقيادته، تلك القيادة الحكيمة التي تستنهض همم الجماهير من أجل خوض الصراع للحفاظ على الهوية الوطنية، ومن هنا كان الجهد الكبير الذي بذلته القيادة لإعداد المقاتلين وتثقيفهم سياسيا وفكريا إلى جانب تأهيلهم العسكري، وذلك بعد أن وسعت مهمة التوجيه السياسي في القوات المسلحة، وأصبح لهذه المهمة كادر كبير، وأصبح بالمقابل للإدارة السياسية في الجيش والقوات المسلحة دور أساسي وفعال في إعداد المقاتل.
وأكد العميد علي أن المقاتل قادر على النصر والصمود والقتال حين توفر له القيادة السياسية التي تحسن توظيف قدراته في المكان والزمان الملائمين، وذكر في هذا الإطار عبارة قالها أحد قادة العدو بعد حرب تشرين التحريرية “لم نفاجأ بالسلاح ولكننا فوجئنا بالرجال”.
رحم الله شهداء الجيش العربي السوري وشهداء الوطن والشفاء العاجل لجرحاه.
كل عام وجيشنا البطل بمختلف صنوفه وتشكيلاته منتصرا على الظروف وجبروت الأعداء .كل عام وسيد الوطن الفريق بشار الأسد بألف خير، كل عام والشعب العربي السوري يعانق جبهات المجد متحديا أشرار الكون بوعيه وحبه لوطنه.

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا