مدير الكلية السياسية العسكرية لـ “الثورة”: قوة جيشنا باحتضان شعبنا له ..جيش يؤمن بالتضحية دفاعاً عن الوطن منتصر
الثورة – حوار لميس عودة:
بنادقهم لم تخطئ يوماً أهدافها، وبوصلتهم لم تضل مؤشراتها وإحداثياتها، أينما وطأت خطواتهم المباركة أزهرت الأرض إنجازات، وأينما توجه نبل أهدافهم وسمو غاياتهم دفاعا عن الأرض والشعب، فثمة نصر محقق وغلال وفيرة لمواسم التحرير والانتصارات.
وإذا أردنا أن نستذكر ملاحم البطولات التي صنعوها في معارك تحرير الأرض ودحر الإرهاب لن تكفينا مجلدات لإحصاء الأعمال البطولية وتوثيق محطات البسالة والإقدام التي توسم جيشنا المغوار، ففي كل ركن وزاوية وفي كل بقعة وشبر تراب على امتداد خريطة الوطن لهم أثر بطولي وإنجاز مشرف، وما من معركة خاض أبطال الجيش العربي السوري غمار اليقين بحتمية النصر فيها إلا حصدوا فيها ثمار التحرير ودحر الإرهاب مؤكدين أن سورية عصية على أعدائها، نبضها مقاوم وذخيرة انتصاراتها تلاحم قيادتها وجيشها وأبنائها.
في عيدهم الثامن والسبعين نحتفي اليوم بهم ونثمن تضحياتهم ونقدر وقفات عزتهم وإبائهم وتصميمهم على استكمال التحرير وصون وحدة جغرافية الوطن وترابطها وبمناسبة العيد الأغلى على قلوب السوريين كان لـ”الثورة” حوار مع العميد الركن أيمن يوسف مدير الكلية السياسية العسكرية للحديث عن هذه المناسبة الغالية على قلوبنا.
* كل عام وأنتم بخير سيادة العميد يسرنا أن نلتقيكم لنحتفي بجيشنا صانع انتصاراتنا لأنه جيش الشعب كما وصفه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بقوله ” كنتم وستبقون بحق جيش الشعب بما قدمتموه من تضحيات.. ولذا بادلكم الشعب بالثقة ..ووقف معكم جنباً إلى جنب في خندق الدفاع عن الوطن”.
أهلا ومرحباً بكم وشكرا لمعايدتكم الكريمة ..كل عام وقائدنا المفدى الفريق الدكتور بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة بألف ألف خير، ويسعدني بهذه المناسبة أن أوجه التحية لرجال قواتنا المسلحة الذين يبذلون كل غالٍ ونفيس للقضاء على الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، والرحمة والخلود لأرواح شهداء وطننا الأبرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.
• سيادة العميد، أثبتت سورية على مر تاريخها المقاوم أنها قادرة على المواجهة والتصدي للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف وحدتها وسيادتها واستقلالها، ما هو الدور الذي اضطلع به جيشنا الباسل منذ تأسيسه حتى اليوم في الدفاع عن الوطن وصون سيادته؟ .
الجيش انبثق من قلب جماهير الشعب
انبثق الجيش العربي السوري منذ انطلاقته الأولى من قلب جماهير الشعب فعبَّر عن آمالها وطموحاتها ولبى تطلعاتها، فنشأ على أسس ومبادئ ثابتة مرتكزة على حب الوطن والدفاع عنه والاستعداد الدائم للتضحية في سبيله، واضطلع منذ نشأته بعبء المهام الوطنية والقومية تاريخياً وحتى يومنا هذا، عُدَتُّه في ذلك قوته الكامنة في احتضان شعبه الأبي له، وقد خاض عبر تاريخه الطويل الكثير من المعارك والمواجهات التي عزّزت لديه الخبرة والمهارة القتالية، والتي يتم صقلها عبر التدريب المستمر والاطلاع على أحدث ما تتوصل إليه العلوم العسكرية والفنون القتالية.
ومن هنا كان للجيش العربي السوري دور كبير في مواجهة المشاريع الخارجية الاستعمارية عبر التاريخ، لاسيما في مواجهة المشروع الاستعماري القديم الجديد, وصموده في مواجهة أعتى هجمة إرهابية عدوانية عرفها التاريخ الحديث, ولا عجب في ذلك فالجيش العربي السوري بني وأعد لخوض حروب تقليدية وليس حرب عصابات، وقد حطم أوهام المعتدين وفرض معادلته، وأظهر في أدائه تكتيكاً عسكرياً عالياً وحرفية قتالية وقدرة كبيرة على التكيف مع تبدّل الظروف والمواقف.
بالإضافة إلى ما سبق نؤكد على عدد من الحقائق التي ارتبطت بتاريخ جيشنا وهي تحفزنا دائماً للدفاع عن وجودنا الحضاري والتاريخي والثقافي وبذل قوافل الشهداء، فالجيش الذي يعتنق رجاله فكرَ التضحية والاستشهادِ في سبيلِ الوطن هو جيشٌ قوي لا ينكسر، وهو ما بدا جلياً من خلال تضحيات رجاله الميامين.. فكان منهم الشهيد والجريح الذي عطّر بدمائه تراب الوطن وطهّره من رجس كل معتدٍ..
إن قواتنا المسلحة تقوم بمسؤولياتها لحماية شعبها وثقافتها وحضاراتها من محاولات القتل والإلغاء على يد الإرهاب وتواصل حمل راية مكافحة الإرهاب بلا هوادة نيابة عن العالم أجمع وتسعى على الدوام إلى تعزيز الجهود الدولية المشتركة الرامية للقضاء على التهديد الذي يمثله الإرهاب للأمن والسلم الدوليين ولسلامة واستقرار الدول وتقدم ورفاه الشعوب.
* أكثر من 12 عاماَ من حرب إرهابية شرسة استهدفت سورية استخدمت فيها ترسانات أسلحة ضخمة وماكينات حرب نفسية وجبهات كثيرة ومعارك مفتوحة على اتساع خريطة الوطن ومايزال أبطال الجيش العربي السوري يخوضونها ببسالة وتمكن وعزيمة وإصرار وثبات حتى أصبحوا محط اهتمام العالم أجمع بإعجازهم المقاوم، ما هي أهم عوامل صمود وقوة المقاتل السوري بمواجهة الحرب الشرسة؟.
جيشنا الباسل أكثر قوة وأشد بأساً
بالتأكيد هذه الحرب الإرهابية التي تواجهها سورية تكاد تكون الأشرس في تاريخها الحديث، وهي ما تزال صامدة على الرغم من حجم الاستهداف العسكري والسياسي والاقتصادي، والتجييش الإعلامي الدعائي الذي يشنه أطراف العدوان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، عُدَّتها في ذلك جيشها الباسل الذي أصبح اليوم أكثر قوة وأشد بأساً وتصميماً على تطهير كل بقعة من ترابنا من رجس الإرهاب وطرد المحتلين والغزاة، فهم اعتقدوا أن جيشها غير جاهز لخوض هذه الحرب واعتقدوا أيضاً أنه سينهار ويتفكك مع بداية الحرب النفسية والإعلامية، ونسوا أو تناسوا أن السبب الأول لصمود هذا الجيش هو العقيدة الوطنية التي يمتلكها، بالإضافة إلى وجود القيادة والشجاعة والرعاية المباشرة من قبل القائد العام للجيش والقوات المسلحة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، بالإضافة إلى التفاف الشعب حول الجيش العربي السوري وتأييدهم المطلق له.
جاهزية قتالية عالية
بعد ذلك تأتي المقومات الأخرى لقوة الجيش من الناحية التكتيكية والتي تتجلى بالجاهزية القتالية العالية والإعداد المسبق والبناء والتأهيل متعدد الجوانب والبنية المتماسكة والقيادة الحازمة، وهذه الأمور لا يمكن أن تأتي من الفراغ، أما الناحية المعنوية فتظهر من خلال الانتماء الوطني للمقاتل السوري والذي يعبر عنه بالانتساب الحقيقي للوطن فكراً ووجداناً، والانغماس في حمايته والتضحية من أجله، فلا يستطيع أي عدو أن ينال من بلد أو يفسده إلا إذا استطاع التغلغل في أبنائه واختراق هويتهم والنيل من انتمائهم إلى أرضهم ووطنهم، فيقوم بإنقاص قدر بلادهم في أنفسهم أو حضارتها في أعينهم، وبالتالي يجعلهم لا يحبون وطنهم ولا يستشعرون نعمته، ومن خلال الإعداد السياسي والمعنوي والنفسي تتعزز لدى المقاتلين قيم الإخلاص للوطن والإيمان بعدالة قضية الصراع ضد أعدائه، وتعميق مفهوم الشهادة في نفوسهم دفاعاً عن تراب الوطن في مواجهة أي عدوان، وترسيخ المعاني والقيم التي يجسدها الشهداء في نفوس أبناء الوطن، وتنمية الشعور العالي بالمسؤولية لديهم، وتعزيز المفاهيم الأخلاقية لديهم وتعزيز الانضباط العسكري والتأكيد على طاعة الرؤساء والقادة، والحفاظ على الأمن وتطبيق القوانين والمحافظة على المصلحة العامة، والوقوف في وجه من يريد العبث والإخلال بأمن الوطن واستقراره.
جيشنا الباسل سيبقى الضامن لأمن الوطن
* ما الرسالة التي تودون سيادتكم توجيهها عبر منبر الثورة في العيد الثامن والسبعين للجيش العربي السوري والقوات المسلحة
بهذه المناسبة نؤكد أنه مهما عظمت التحديات سيبقى جيشنا الباسل الضامن لأمن الوطن وسيبقى خيارنا المقاومة والتصدي لأعداء الوطن ولمشاريعهم الاستعمارية، وبالعمل والتدريب المتواصل والخبرة الكبيرة التي اكتسبها الجيش العربي السوري من هذه الحرب جعلت منه اليوم أكثر قوة وأشد بأساً وتصميماً على تحقيق النصر الناجز وقطع الطريق على أعداء سورية، وقواتنا المسلحة الباسلة ستبقى عند حسن الظن بها، وفي أتم الجاهزية والاستعداد للدفاع عن الوطن وتخليصه من رجس كل إرهاب واحتلال، وبهذه المناسبة نجدد العهد للوطن وقائد الوطن السيد الرئيس الفريق بشار الأسد أن نكون على قدر عالٍ من الجاهزية والاستعداد للتصدي لأي اعتداء، مستمرون في الساحِ ــ كما قال سيادته ــ بذلاً وعطاءً وجهداً، مستعدين في كل حين للتضحية حتى النصر المؤزر.