بلادنا الجميلة حباها الله بالمقومات السياحية الطبيعية والتاريخية، وتزخر بالطبيعة المؤثرة من صخور جميلة المنظر وجبال وحفريات غريبة التكوين وأشجار وبحيرات تشكّل عوامل عديدة تعمل على جذب أعداد كبيرة من السياح، وتلعب دوراً هاماً في تحريك النشاط السياحي والتأثير فيه.
يتضح أهمية الاستثمار السياحي في تأثيره الإيجابي على الاقتصاد والتنمية المستدامة والتوازن الاجتماعي والبيئي في المناطق السياحية، حيث يعتبر الاستثمار لغرض السياحة أحد القطاعات الاقتصادية الحيوية، وتساهم السياحة في إيجاد فرص عمل للكثير من السكان في المناطق السياحية، وكذلك تحسين مستوى المعيشة والتنمية الاقتصادية.
للموقع الجغرافي بمختلف أنماطه تأثيرات متباينة على صناعة السياحة، إذ يلعب دوراً هاماً في تحديد خصائصه من عناصر المناخ، وأشكال النبات وجغرافية المكان ذات الجذب السياحي، فأحد أهم مراحل نجاح عمل التنمية السياحية المستدامة هو الاختيار الموفق للموقع المراد عمل مشاريع سياحية فيه، واستثماره بشكّل مناسب.
تهتم الدولة بتطوير البنية التحتية للمناطق السياحية الموجودة، سعياً منها لتوفير الخدمات وسبل الراحة، من خلال تحسين الطرق والمواصلات والمرافق العامة، ويعد العنصر البشري من أهم المقومات التي يعتمد عليها الاستثمار السياحي، وكلّ هذا لا يتحقق من دون وجود استراتيجيات واضحة ورؤية متكاملة وكادر وطني واعٍ ومرن يعمل على استغلال وزيادة جمالية المناطق والمحافظة عليها.
إن العامل البشري المسؤول عن جمالية الأماكن واهتمامها يعكس التطور الحضاري المؤثر على السياحة، فنجاح أي منطقة سياحية يعتمد على المزج بين القطاعات الخدمية، فعناصر الجذب الطبيعية لابدّ أن تدعمها عناصر الاهتمام والجذب البشرية واستثمار البيئة لكي توسع الرغبة في التوجه إلى تلك الأماكن.
إلا أن هذه العوامل جميعها تفتقر إلى عنصر الاهتمام والمنافسة من القاطنين في تلك المناطق والمستثمرين، حيث تغلب العوامل الطبيعية بمكوناتها على البشرية، ويتطلب الاستثمار السياحي الأيدي العاملة للعمل والمحافظة عليها، وهي بحاجة إلى جهود متكاملة بين الحكومة والقطاع الأهلي والخاص للاهتمام وإظهارها بمظهر يجذب الزائرين.