الملحق الثقافي- رجاء علي:
عثرت على نفسي
تعلقت نظراتي بها
وبعبث أنثى ناضجة
أعدت لها رطوبة المكان
وأغلقته بلاصق متين
سمعت صراخها
كانت تسجد أمام مذبح قلبي
تتلو صلوات غريبة
بكلمات لاتنتمي إلى لغة
تحدثت يوماً بها
نسيت أن أخبركم
إنني أتقن الكثير من اللغات
لغة الفراق
والمحبة والسوط والعطر والخيبة
وتعمقت كثيراً بدراسة لغة الجسد
فأنا أعرف الكثير من لمسة
ومن اتساع بؤبؤ العين
واستدارة الوجه
وحركات الفم
لم أشعر بصخب نفسي
وهي تحاول كسر أفقها
تركتها ربما تتخلص قليلاً
من ذكرى مؤلمة
وليل باهت سرقت فيه
قطعة صغيرة من نجمة
وربما عاد إليها توقد روحها
وعادت سنونو تنطلق
بجناحيها
تضوع عطرها
هدأت أجراس تمردها
ولاح لي من ثقب صغير
بعض نور
بل باقة نور
غطت مساحات جسد
خلا من وشوم مزهرة
وخلخال يترنح بموسيقا
تعبق بالأنوثة
استدارت تفاحات اللهفة
نضجت أغصان الطريق
وعلى ورق مصفر
كتبت قصيدة
رقصت على إيقاعها
أقفاص صدري المحطمة
امتدت كزهرة أصابعي
انتشلت نفسي
عطرتها ألبستها الفستان
الوحيد المعلق بخزانتي
وتركتها تجري في أروقة حديقة
لاورد فيها ولا أطفال يمرحون
ولا أصوات متشابكة لحديث
قديم جديد
هي أنا وأنا ألهو بخاصرتها
أقص شعر القصيدة
وأعيد تشكيل الجديلة
همساً أمرتها بالطاعة
وأمراً أفرغت فيها
كل عقد القصص القديمة
العدد 1154 – 8-8-2023