الثورة – ناصر منذر:
وسط تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، ولاسيما الأطفال منهم، طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري والعاجل، لوقف الاعتداءات الهمجية الإجرامية المتكررة التي يتعرض لها الفلسطينيون، لاسيما الأطفال منهم، في مراكز التحقيق وخلال عمليات اعتقالهم واقتيادهم والتنكيل بهم من قبل قوات الاحتلال.
وقالت الهيئة في بيان اليوم، ونقلته وكالة وفا، إن قوات الاحتلال تتفنن في كافة أشكال الاعتداء المباشر على الفلسطينيين سواء بالضرب، أو باستخدام الهراوات وأعقاب البنادق، وإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص الحي والمطاط، بالإضافة إلى التنكيل من اللحظات الأولى لاعتقالهم وحتى في مراكز التحقيق.
وفي هذا السياق، نقلت الهيئة وفقا لزيارة محاميتها هبة مصالحة لسجن الدامون، شهادتي اعتقال شابين تعرضا لأقسى أنواع التعذيب والتنكيل، وهما: الفتى أيهم الشاعر (17 عاماً) من بلدة الطور في محافظة القدس، حيث تم اعتقاله بعدما اقتحمت قوات الاحتلال بيته وفتشته، ثم اقتادته مقيد اليدين إلى الخلف ووجهه بالحائط، وصفعته على وجهه أكثر من مرة، وركله بالأقدام.
أما الشاب الثاني، ويدعى محمد غيث (15 عاما)، فقد أوضحت الهيئة أنه أُعتقل من البيت بعد مداهمة منزله، وتم تقييد يديه إلى الخلف وخلال وصوله إلى سجن تابع للاحتلال أدخلوه لغرفة وهجم عليه 4 أشخاص وانهالوا عليه وهددوه بضربه بجهاز الكهرباء، واستمرار الضرب، وخلال ساعات التحقيق كان يتم إخراجه لغرفة جانبية ويقومون بضربه، وبقي على هذا الحال في السجن 47 يوما لينقلوه فيما بعد إلى سجن لآخر يسمى الدامون- قسم الأشبال.
وفي سياق مواز أكّد نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى الإداريين، وبشكل أساسي في ما يسمى سجن (عوفر) وعدة سجون أخرى، يواصلون خطواتهم النضالية، ضد جريمة الأسر الإداري، وذلك وفقاً للبرنامج الذي أقرته لجنة الأسرى الإداريين، وبالتنسيق مع لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة.
وبيّن نادي الأسير في بيان، أنّ خطوة اليوم تتمثل بخروج دفعة جديدة من الأسرى إلى الزنازين، وتعني هذه الخطوة، دفع إدارة سّجون الاحتلال لجلب مزيد من الطواقم العاملة داخل السّجن، عدا عن حالة التوتر التي تفرضها، والتأكيد من خلال هذه الخطوة على أن الأسرى على استعداد لأي مواجهة جماعية واسعة مع إدارة سجن الاحتلال، إضافة إلى خطوة عقد جلسات في السّاحات؛ وتأتي هذه الخطوات كجزء من خطة “العصيان” ضد قوانين إدارة سجون الاحتلال.
يُشار إلى أنّ سبعة أسرى إداريين يواصلون الإضراب عن الطعام ضد اعتقالهم الإداريّ منذ فترات متفاوتة، ومن المتوقع أنّ ترتفع وتيرة الإضرابات بين صفوف الأسرى الإداريين، علما أن نحو 60 أسيرا يواصلون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال العسكرية.
وكانت لجنة الأسرى الإداريين قد أعلنت في بيان لها في الثالث من آب الجاري، الشّروع ببرنامج نضاليّ مفتوح، ومتصاعد، وشامل ضد جريمة الاعتقال الإداريّ.
وقال النادي: إن ما يزيد على 80% من الأسرى الإداريين هم معتقلون سابقون تعرضوا للاعتقال الإداريّ مرات عديدة، من بينهم كبار في السن، ومرضى، وأطفال، ويقبعون بشكل أساس، في ثلاثة سجون وهي (عوفر، والنقب، ومجدو)، ويقبع بقيتهم في عدة سجون أخرى.
